بحث هذه المدونة الإلكترونية

2007/08/07

حوار مع امين عام اتحاد الوفاء اللبناني

الشعب تلتقي أمين عام اتحاد الوفاء للعمّال والمستخدمين بلبنان الأخ الحاج هاشم سلهب
مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل ساهمت في صناعة النصر التاريخي والاستراتيجي للبنان


تقوم الحركة النقابية العربية على تمتين العلاقات وتوطيدها بين مختلف الهياكل النقابية والعمّالية في مختلف الأقطار العربية، حيث تتوالى زيارات الوفود وتتنوّع الندوات المشتركة لتتوحّد صفوف النقابيين والنقابيات في الوطن العربي من أجل عزّة وكرامة العاملة والعامل في المصانع والمؤسسات وفي مختلف مواقع الانتاج...
وتتميّز علاقات الاتحاد العام التونسي للشغل بكل الهياكل النقابية والعمّالية في الوطن العربي بديناميكية وحركيّة متواصلة وخاصة مع نقابات وعمّال سوريا وفلسطين والعراق ولبنان، حيث يبرهن الاتحاد العام التونسي للشغل قيادة وقواعد في كل مرّة عن انشغاله العميق بخصوصية الوضع في هذه الدول العربية الأربعة التي تعاني ويلات الإستيطان الصهيوني والاحتلال الأمريكي والتفكك الطائفي.. ويسعى الاتحاد العام التونسي للشغل في كل مرّة لمؤازرة هذه الاتحادات والوقوف الى جانبها في محنها ولعل زيارة الأخ الحاج هاشم سلهب الأمين العام لاتحاد الوفاء للعمال والمستخدمين بلبنان والأخ ناصر نزال رئيس نقابة عمّال النقل البحري بلبنان، بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل دليل قاطع على الايمان العميق بتكثيف التشاور والتعاون والتنسيق والافادة بما اكتسبه الاتحاد العام التونسي للشغل من خبرة نقابية صارت مضربًا للمثل في المحافل الدولية واللقاءات العمّالية العالميّة.«الشعب» انتهزت وجود الأمين العام لاتحاد الوفاء للعمّال والمستخدمين بلبنان الأخ الحاج هاشم سلهب بيننا وأجرت معه هذا الحوار ليقف من خلاله القرّاء على حيثيات هذه الزيارة.
الأخ الأمين العام تأتي زيارتكم هذه لتونس في إطار دعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، فهل هي دعوة صداقة أم دعوة عمل؟
ـ هذه الزيارة ترجمة لعدّة أهداف أهمّها التأكيد على الصداقة بين نقابيي لبنان ونقابيي تونس، وهذه الصداقة هي التي تنتج بطبيعة الأمور أنشطة مشتركة وعمل ثنائي بين الاتحادين ولذلك فهذه الزيارة هي أيضا زيارة عمل حيث أثمرت عددا من الاتفاقات من شأنها أن تترجم صدق العلاقة بين عمال تونس وعمّال لبنان وبالتالي بين شعبي البلدين في العديد من القضايا الوطنية والقومية، ثمّ انّ هناك هدفا أساسيا آخر من الزيارة فللشعب التونسي ولعمّال هذا الوطن وللاتحاد العام التونسي للشغل حق وواجب علينا نحن اللبنانيون.يتمثّل في شكرهم على المواقف الداعمة للبنان ومقاومته التي عبّروا عنها أرقى تعبير وأجمل تعبير ابّان العدوان الصهيوني على لبنان في السنة الماضية حيث كان لمواقف نقابيي تونس بالغ الأثر في نفوس اللبنانيين وكان لها عظيم الوقع والتأثير من حيث أنّها ساهمت في صناعة النصر الإلهي والتاريخي والاستراتيجي الذي نحتفل في هذه الأيّام بذكراه السنوية الأولى. وأودّ من منبر «الشعب» الصوت الهادر والصادق والمعبّر عن هموم الشغالين وقضاياهم وإرادتهم الوطنية والقومية أن أتوجّه الى عمّال تونس والى الشعب التونسي بأسمى آيات التقدير والاعتزاز والفخر والشكر بإسمي وبإسم العمّال اللبنانيين وبإسم المقاومة اللبنانية.ورسالتي لهم أن يكونوا دائما في مستوى الآمال والطموحات التي تجمعنا في مواجهة التحديات التي تحيط بالأمّة العربية ولنكن جميعا كلمة واحدة متراصة حتى نحقّق الانجازات الكبرى وهي الحرية والتحرّر وابراز المجد العظيم الذي تتمتّع به أمتنا العربية التي كانت وستبقى عظيمية أبية في قوّتها ومقاومتها... فتلك هي ثقافتها وذلك هو وجدانها النابض بحب الحياة الكريمة.
الأخ الأمين العام وقعتم يوم 31 جويلية 2007 بلاغا مشتركا مع الاتحاد العام التونسي للشغل، فماهو فحواه؟
ـ الزيارة التي قمنا بها الى تونس سمحت لنا بالتشرف بلقاءات عديدة مع النقابيين التونسيين في مختلف القطاعات والهياكل وعدّة اتحادات جهوية مثل تونس ونابل وتوّجت بلقاء مثمر ومفيد جدّا مع المناضل النقابي الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، صاحب النظرة الاستراتيجية الثاقبة في العمل النقابي ليس على المستوى الوطني فحسب وإنّما على المستوى العربي والدولي وشعرنا في حديثه أنّه يحمل قلبا ينبض بالحركة والنشاط ويحمل آمال وآلام عمّال العالم العربي أجمع وحركتهم النقابية من المحيط الى الخليج. والاتحاد العام التونسي للشغل الذي يقود نضالا رائدًا في حركته المطلبية وفي دفاعه عن حقوق العمّال والذود عن كرامتهم يمثّل محطّة ومنهلاً لكل النقابيين ومن هنا تأتي زيارتنا للنهل من هذا المنهل الفياض والاستفادة من التجارب المتراكمة بهذا الصرح والمعقل النقابي العريق في ميادين نضاله الواسعة وتجاربه الناجحة في الدفاع عن حقوق العمّال ومكتسباتهم وأيضا في علاقاته العربية والدولية التي ما فتأت تسجّل انجازا تلو الإنجاز وتثبت جدارتها وفاعليتها في نصرة قضايا العمّال في جميع المحافل الاقليمية والدولية.أمّا فيما يخصّ البلاغ المشترك الذي وقعناه يوم 31 جويلية 2007 بمكتب الأخ محمد الطرابلسي الأمين العام المساعد المكلّف بالعلاقات الخارجية فقد جاء نتيجة طبيعية لتطابق وجهات النظر بين الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان فيما يتعلق بدور الحركات النقابية العربية لنصرة قضايا الأمة العربية وحماية مقدّراتها واثبات قدرتها على ادارة شؤونها الاقتصادية والاجتماعية بكل جدارة من دون تدخل أجنبي أو فرض المشاريع التي لا علاقة لها بالمصالح الوطنية والقومية لأمتنا بقدر ماهي تعمل على تحقيق مصالح الإمبريالية العالمية الأمريكية خاصة والأوروبية.وأهم ما في هذا البلاغ المشترك هو التعبير العملي عن احتفاء عمّال تونس ولبنان بالنصر الذي تحقق على الكيان الصهيوني الغاصب من خلال مشروع حديقة التضامن التونسي ـ اللبناني في بيروت تعبيرا عن وحدة الشعبين ووحدة عمّال تونس وعمّال لبنان في مواجهة أي شكل من أشكال العدوان وتمسكهما بحق لبنان بتحرير كامل التراب اللبناني وأن يبقى دائما قويا قادرا على نصرة الشعبين الفلسطيني والعراقي والشعب السوري وهذه الحديقة سيفتتحها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أثناء الاحتفالات التي تقام في الذكرى الأولى للإنتصار في شهر أوت.
الأخ الأمين العام التقيتم عدّة وجوه نقابية وزرتم عدّة اتحادات جهوية وقطاعات فماهو انطباعكم على طبيعة النشاط النقابي في تونس؟
ـ الحركة النقابية التونسية حركة ناشطة وحيوية وفاعلية ويظهر ذلك في نشاطها المؤسساتي وترابط جهاتها وقطاعاتها وهذا النسق العالي في التنظيم اضافة الى الوعي والحكمة في التعاطي مع قضايا العمّال وشؤونهم والدراسات الاستشرافية والمخططات الاستراتيجية والاحصائيات الميدانية التي تقوم بها دليل على جدية المتابعة والحرص على النجاح في الدفاع عن حقوق العمّال وحماية مكتسباتهم في شتى الميادين الاجتماعية والاقتصادية وأكثر ما شد انتباهي الحرص اللامتناهي على ممارسة الديمقراطية في صناعة القرار وهذا الإلتزام الصادق من قبل نقابيي تونس بوحدة كلمتهم والتفافهم حول قيادتهم المركزية والشرعية هو مصدر القوة الحقيقية التي يعوّل عليها في دربه النضالي ورسالتي الى نقابيي تونس أن لا يشعر أحدنا بقيمة وحدة الحركة النقابية ونعمة هذه الوحدة إلاّ إذا افتقدها لا سمح اللّه أو تعرّضت لأي خلل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق