بحث هذه المدونة الإلكترونية

2013/08/15

رغم أن الدم العربي واحد: هل دمهم دم ودمنا ماء؟

ناجي الخشناوي الدم العربي... دم واحد... لا لون له إلا الأحمر... لا دم شرعي ولا دم انقلابي... لا دم مصري ولا تونسي ولا سوري ولا ليبي... الدم العربي دم واحد... ولا يختلف اثنان على أن إراقة قطرة دم واحدة هي بمثابة الخيانة العظمى للإنسانية... غير أن دماء "الربيع العربي" باتت دماء بألوان متعددة... دماء نعتبرها كالماء لا تهزنا ان أُريقت غدرا... ودماء نعتبرها "مقدسة" حتى وان تمترست بكل أدوات القتل المتعمد... دماء "كافرة" و"علمانية" يتوجب التخلص منها... ودماء "مسلمة" و"شرعية" هي الخطوط الحمراء... المحرمة... دماء "الطواغيت"... دماء "العلمانيين"... دماء "الانقلابيين"... ليست دماء عربية... وكل "الفتاوي" "تُحلّلُ" إراقتها في سبيل "الشهادة"... لذلك كانت دماء الشهيد شكري بالعيد أمام بيته... "حلالا" وواجبا شرعيا... لذلك كانت دماء الحاج محمد البراهمي... "نصرا مبينا"... لذلك كانت دماء جنودنا في جبل الشعانبي... "فتحا من عند الله"... وطلبا للشهادة توجهت الجحافل عبر الحدود المفتوحة وجوازات السفر المعدة سلفا... توجهت إلى سفك الدم العربي "الكافر" في سوريا وليبيا... بعد أن لعلع "رصاص الحق" في المنزه واريانة وتطاوين والوردية والشعانبي والكاف... دم تونسي لا يستحق "صلاة الغائب"... دم تونسي لا يستوجب وقفات احتجاجية... دم تونسي لا قيمة له... حتى بالبيانات... دم الجنود المصريين هو الأخر لا قيمة له (أكثر من 49 جندي قُتل).... ففي الوقت الذي عبرت فيه أغلب الأحزاب والمنظمات والجمعيات والهيئات عن إدانتها المطلقة لما حدث في مصر وشجبها لإراقة الدماء من الجانبين، والاعتداء على واحد من أهم الحقوق الأساسية ألا وهو حقّ التظاهر والتعبير والاحتجاج والاعتصام، منبهة إلى خطورة "الإرهاب السياسي" الذي يتهدد وحدة الدولة المصرية وتفكيك هيبتها بتشتيت جهود مؤسساتها العسكرية والأمنية... خاصة بعد تصعيد "الإخوان المسلمين" والزيغ بالاعتصامات عن مقتضيات التعبير المدني غير العنيف وتعفين الأجواء وتهيئة الظروف لحلول العنف محل الصراع السياسي الديمقراطي السلمي ... في هذا الوقت فاجأتنا حركة النهضة ببيانات ومواقف وتصريحات، لئن عبرت عن تضامنها وتآزرها مع حركة الإخوان في مصر، فإن في باطنها إشارات ودلالات على أن الدم لا يكون دما إلا متى كان من فصيلة "دم الإخوان"... كما لم تفوت قواعدها الفرصة للتهجم على الأطراف الأخرى واتهامهم بانعدام الإنسانية و"التشمت" في المجزرة المصرية... وانبرت الصفحات الالكترونية لحركة النهضة في شتم المعتصمين بباردو واعتبرتهم "يرقصون ويغنون ابتهاجا بما يحصل في مصر"؟؟؟ الخادمي: وزير تونسي مكلف بشؤون مصر... في خرق واضح للأعراف الديبلوماسية، لم ينتظر وزير الشؤون الدينية، لا وزير الشؤون الخارجية ولا مجلس الوزراء ولا رئيس الجمهورية المؤقت، ليصدر بيانا منفردا شديد اللهجة لم يكن موجها "للجيش المصري" بقدر ما كان موجها لمعتصمي الرحيل وللقوى الديمقراطية والمدنية في تونس... حيث دعا نور الدين الخادمي "التونسيين" إلى التصدى لما يصفهم بــ"الانقلابيين والفوضويين"... كما قدر السيد الوزير عدد "الشهداء" في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالآلاف، تماما مثلما اعتبرت "قناة الزيتونة" أن عدد القتلى فاق 2200... في حين أن وزارة الصحة المصرية قدرت عدد القتلى في أحداث العنف ليوم الأربعاء 14 أوت 421 شخصا على الأقل بينهم 43 من قوات الأمن، إلى جانب 3572 مصابا إلى حدود صباح يوم الخميس... كما أن بيان وزير الشؤون الدينية اعتبر أن المعتصمين بميداني النهضة ورابعة العدوية هم مسالمين في الوقت الذي بثت فيه كل قنوات العالم مشاهد مباشرة عن استخدام عدد من المعتصمين لأسلحة مختلفة رغم أن القوات الأمنية المصرية حاولت تجنب الدخول مباشرة لعمق الاعتصامات للسماح للمتواجدين بالمغادرة، تاركة للمعتصمين ممرات مفتوحة لخروج المدنيين، وقامت بتأمين السيدات والأطفال الذين كانوا من ضمن المعتصمين في الصفوف الأمامية حيث تم اعتمادهم كدروع بشرية، كما وجهت الشرطة نداء للمعتصمين بإعمال صوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن غير أن بعض المعتصمين عمدوا إلى إشعال إطارات السيارات لإعاقة تقدم الأمن، وكشفت وزارة الداخلية أنها رصدت تعليمات من قيادات في الإخوان بمهاجمة أقسام الشرطة، كما أكدت قيام "عناصر مسلحة من المعتصمين بميدان رابعة العدوية بالتحصن بمستشفى رابعة العدوية، وإطلاق النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات... ودعا وزير الشؤون الدينية الشعب التونسي إلى أخذ العبرة ممّا يحدث في مصر الشقيقة، والحفاظ على ما ننعم به من أمن واستقرار.؟؟؟ كما دعا الأئمّة في كامل جوامع الجمهورية إلى أداء صلاة الغائب ترحّما على أرواح "شهداء" مصر ... من الاخوان... أما الجنود فلا أثر لهم في بيان الوزير؟؟؟ تماما مثلما تجاهل البيان حرق أكثر من 17 كنيسة وعشرات المحلات المملوكة للأقباط... الحرق الذي طال المكتبة الضخمة للكاتب محمد حسنين هيكل في قريته بالجيزة... الغنوشي: الوحوش... الطواغيت... والعلمانية المغشوشة في نفس السياق، لم ينتظر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي معرفة تفاصيل الأحداث المصرية، ليقدم "سبقا صحفيا" لأحدى القنوات، ففي تصريح، لم يخرج هو الآخر عن لغة التهديد الموجهة أساسا إلى معتصمي الرحيل وللقوى الديمقراطية والمدنية في تونس، اعتبر راشد الغنوشي أن "الإسلام السياسي قد صمد صمود المؤمنين وصمود المنتصرين في الميادين والشوارع"، وكعادته، لم يفوت زعيم حركة النهضة اعتماد نفس اللغة ليهاجم المؤسسة العسكرية والأمنية ومن يصفهم بأنصار "العلمانية المغشوشة" وقد شبه راشد الغنوشي العسكريين والأمنيين بــ"الوحوش" وهو تشبيه قد يحيلنا على تشبيه السلفيين الجهاديين للأمنيين والعسكريين التونسيين باعتبارهم "طواغيت"... كما أن عبد اللطيف المكي، وزير الصحة، حمل "المسؤولية الأدبية لم يحصل في مصر إلى المعارضة التونسية"؟؟؟ ولم يخرج بيان "منظمة شباب النهضة بالجامعة" عن ذات السياق حيث اعتبرت "المنظمة" السلطات المصرية "انقلابيين وخونة" ودعت إلى طرد السفير المصري من تونس... المرزوقي: من الهراء إلى الصباينية... فإعلام الفتنة "الطواغيت"، هو ذات الوصف الذي استخدمه النائب عن حركة النهضة الحبيب اللوز في الوقفة الاحتجاجية التي نظمه العشرات من أنصار حركة النهضة أمام مقر سفارة جمهورية مصر العربية بتونس العاصمة مساء الأربعاء، حيث قال اللوز "أن التاريخ برهن أن الأساليب الطاغوتية لا تنجح وبإذن الله زائلة"... وشبه اللوز دعاوى المعارضة التونسية للخروج من الأزمة، شبهها بـــ" الصبيانية"... وهو تشبيه سبقه إليه المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت عندما اعتبر دعوات المنادين بحل الحكومة وتحديد أعمال المجلس الوطني التأسيسي "هراء في هراء"؟؟؟ وهو نفس "الموقف" الذي عبّر عنه مجددا ليلة الأربعاء في خطاب ارتجالي متشنج مثلت فيه الإحداث المصرية مشجبا فقط للإحالة على معتصمي باردو والإعلام التونسي الذي يبدو انه بات الهاجس الوحيد لرئيس الجمهورية المؤقت، باعتباره "إعلام فتنة"؟؟؟ ولئن دعا المرزوقي إلى "وقف الخطابات التحريضية" إلا أنه لم يحدد مصدرها كالعادة... بل إن هناك العديد من الملاحظين والمراقبين من يعتبر أن خطابات المرزوقي ذاته هي خطابات تحريضية بالأساس... حركة النهضة: لن نحل حكومة... لا وحدة وطنية... إن هذه المواقف والبيانات والتصريحات لا يمكن تفهمها إلا في سياق واحد وهو "التضامن الاخواني" بين حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية من جهة، وهو فرصة جديد لمزيد تقسيم الدم العربي بين دماء "الشرعيين" ودماء "الانقلابيين"... بل هو الفرصة الحقيقية لركن الأزمة التونسية في الأدراج واستثمار الدم المصري لمزيد إحكام القبضة في تونس... ولعل الندوة الصحفية التي عقدها زعيم حركة النهضة صباح الخميس 15 أوت تؤكد أن الدم المصري كان فرصة لمزيد التصلب في المواقف، فبعد الحديث عن تنازلات و "تضحيات" الحركة، وبعد القبول بحل الحكومة الحالية والتفاوض حول إبقاء علي العريض رئيسا لها... تراجع راشد الغنوشي وحركة النهضة وأعلن " الدعوة لتشكيل حكومــة جديدة أمر غير منطقي"، وقال الغنوشي "نحن لا نرى أن المدخل للحوار يتطلب حلّ الحكومــة... وأن الوضع بالبلاد لا يتحمل الفراغ"... وكانت الندوة الصحفية فرصة أيضا لزعيم حركة النهضة النواب المنتمين إلى حزب التكتل من أجل العمل والحريات الداعين إلى رحيل الحكومــة الحاليــة لا يمثلون التكتل"... ولم يغب قانون "تحصين الثورة" عن كلمة الغنوشي إذ عاد مفعوله، بقدرة قادرة، إلى السريان بعد أن أعلن سابقا تراجع الحركة عنه... ولم يتردد حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في الدعوة إلى التفعيل الكلي لقانون الطوارئ... وهو ما لم يفعله إبان الأحداث الإرهابية في جبل الشعانبي...

متى صدّر الغنوشي الثورة... حتى نستورد "الانقلاب"؟

لا يمر تصريح إعلامي أو خطاب حزبي لزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، إلا وضمنه "موقفا" مضادا فعلا للمسار الثوري الذي تعيشه تونس بدرجة أولى ومصر بدرجة ثانية... ولعل الجملة التي يرددها الآن زعيم حركة النهضة خير دليل على مدى "استهتاره" بأحلام من سالت دماؤهم من 17 ديسمبر إلى ما بعد 14 جانفي... وخاصة إبان حكم الترويكا... تلك الجملة التي يقول فيها حرفيا "نحن (أي هو وحركة النهضة) صدّرنا الثورة، وهم (أي الذين اسقطوا نظام بن علي) يريدون استيراد الانقلاب" في إشارة إلى أن الملايين الذين انتفضوا ضد استبداد وفشل وكذب السجين الهارب مرسي العياط وجماعة الإخوان... هم "الانقلابيون" بإيعاز من مؤسستي الجيش والأمن المصريتين... وفي إشارة إلى أن مئات الآلاف من التونسيات والتونسيين المعتصمين بساحة باردو وبمختلف ولايات ومعتمديات الجمهورية التونسية هم أيضا "انقلابيون"... فهل صدّر فعلا راشد الغنوشي الثورة التونسية بمعية وزراء حركة النهضة ونوابها ونائباتها وقيادييها القادمين على متن الطائرات والبواخر من العواصم الأوروبية والعربية؟ وهل فعلا ستستورد الأحزاب الديمقراطية والمنظمات والجمعيات المدنية والنقابيون والحقوقيون والمحامون والطلبة والشباب والنساء والمعطلون عن العمل... هل سيستوردون فعلا ما يعتبره الغنوشي وحركة النهضة "انقلابا"؟ إن تصديق مثل هذا "الموقف"/"الوهم" يتطلب آلية وحيدة وهي أن نكذّب التاريخ ونمحيه تماما، وندلق معه الماء على دماء الشهداء الذين سقطوا في انتفاضة الحوض المنجمي وفي سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وتونس العاصمة... وعلينا أن نصدق أن "محمد البوعزيزي" مات منتحرا وأن الشعار المركزي للثورة التونسية لم يكن "شغل حرية كرامة وطنية"... بل كان تطبيق شريعة الله في الشعب التونسي الكافر... إن "موقفا" كهذا يؤكد فعلا أن رائحة الغاز المسيل للدموع وصوت الرصاص والاعتقالات التي طالت النقابيين والمحامين والشباب في الشوارع التونسية وملاحقة الصحافيين كانت تسجيلا رديئا لمخرج سينمائي مبتدئ... وعليه فإن من عجّل بهروب بن علي وزبانيته من تونس ليلة 14 جانفي هم أصحاب الشركات والمصانع القابعين خلف شاشات التلفزات في باريس والدوحة ولندن وبرلين وواشنطن... وأن محمد الغنوشي وفؤاد المبزع قد سقطا من جبة "القرضاوي"... وعلينا أن نصدق فعلا أن أم الشهيد التي خرجت وقالت "لئن قتلوا ابني فإن لي ثلاثة أبناء آخرين سأهبهم فداء لتونس وللحرية" علينا أن نصدق أنها هي اليوم من تنعم بأجرة خيالية تصلها بالعملة الصعبة... أو هي التي تستهلك اليوم ما يفوق مائتي لتر من البنزين لتتنقل من تونس إلى صفاقس... وعلينا أيضا أن نصدق أن المنصف المرزوقي كان "ينصب المشانق" لعائلتي بن علي والطرابلسي، وأن سهام بادي كانت تفتح باب بيتها كل مساء للمتظاهرين الهاربين من الغاز المسيل للدموع ومن الرصاص... وأن حسين الجزيري وسمية الغنوشي كانا يخرجان كل ليلة على الفضائيات ليطالبا برحيل بن علي وإسقاط نظامه... علينا أن نمحي تاريخ دموعنا ودمائنا ونصدق فقط أن من كان قابعا في دهاليز وزارة الداخلية ليلة 13 أكتوبر ليس حمة الهمامي ومحمد مزام بل نور الدين الخادمي والمنصف بن سالم... علينا أن نصدق أن فوزي بن قمرة و"بسيكو آم" كانا يشحنان الشباب التونسي بالأغاني الثورية... وأن ذاك "الكافر" بيرم الكيلاني (بنديرمان) كان يوقّع عقود الحفلات التجارية... علينا أن نكذب المراسلات الصحفية للفاهم بوكدوس ومقالات لينا بن مهني وأن نصدق أن لطفي زيتون وسنية بن تومية هما اللذان كانا يراسلان الإذاعات والمواقع الإخبارية ولا يكفان عن التدوينات الالكترونية ... وعلينا أن نصدق مقالات طارق الكحلاوي في جريدة الصباح المحرضة على إسقاط نظام بن علي... وان رفيق بوشلاكة كان يمد قناة "الجزيرة" بآخر المعطيات الميدانية حول تحركات الشعب التونسي... علينا أن نكذّب الدكتور سامي السويحلي... ونصدق أن عبد اللطيف المكي هو الذي كان يستقبل الجرحى ويهاتف الاطباء لمساعدة من تعرض للاعتداء... لنصدق كلامك... أيها "الشيخ" علينا تحديدا أن نكذّب أعيننا وأصواتنا... وعلينا تصديق أن نور الدين البحيري هو الذي قدم من باب بنات إلى بطحاء محمد علي فشارع الحبيب بورقيبة صبيحة يوم 14 جانفي بدلا عن الشهيد شكري بالعيد وبدلا عن المرحوم فوزي بن مراد والقاضية كلثوم كنو والمحاميان مختار الطريفي وعبد الستار بن موسى... لنصدق كلامك... أيها "الزعيم" علينا أن نكذّب محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ونكذّب كل النقابيات والنقابيين الذين اكتسحوا شوارع صفاقس ليلة 13 جويلية... وعجلوا بهروب بن علي... علينا أن نكذّب الصور التلفزية التي بثت صور الإضراب الجهوي بصفاقس وبالمقابل علينا أن نصدّق إمام جامع سيدي اللخمي باعتباره كان ثائرا ضد بن علي... أما من استورد فعلا "الانقلاب"... الانقلاب على إرادة الشعب التونسي فهو الذي وظف الأموال القطرية والأمريكية ليقوم بحملته الانتخابية... هو من "احتل" بيوت الله وحولها إلى معسكرات حزبية... هو الذي يمكث على صدورنا سنتين رغم التزاماته... من يستورد الانقلاب هو الذي "وعده" بتشغيل الشباب المعطل عن العمل ففاقم عطالتهم... المنقلب هو الذي صمت على من نعت العسكريين والأمنيين بالطواغيت والكفرة... من استورد "الانقلاب" هو الذي أوعز، ولا زال، للعصابات بأن تعتدي على الأحزاب والمنظمات والجمعيات والمفكرين باسم "حماية الثورة"... المنقلب الحقيقي هو لنصدّقك... لا نجد سبيلا إلى ذلك إلا إن نكذّبك... بكل بساطة... لنصدّقكم... لا نجد سبيلا إلى ذلك إلا أن نواصل اعتصام الرحيل... بكل إصرار... حتى تصدّقوا كذبة الشرعية...

2013/08/06

القتل الأزرق والفاشية الثالثة...

قواعد النهضة وأنصارها ينادون بتحصين الثورة و"قيادات" الترويكا تستقبل بارونات النظام السابق ما الفرق بين خطاب "جهادي" انتحاري داخل المغاور الجبلية وبين خطاب "إمام شرعي" فوق منبر بمسجد الوردية؟ إذا كان "الشيطان يسكن بين التفاصيل" فإن "القتل" يسكن هو الآخر ذات التفاصيل، تلك التي لا نعيرها اهتماما في الغالب الأعم. فهذا "القتل الأزرق" الذي تزكمنا رائحته من مغاور مرتفعات الشعانبي أو على الحدود التونسية/الليبية/الجزائرية أو من أدغال وغابات الشمال الغربي على الحدود الجزائرية... ولم تخل منه أحزمة الفقر المتاخمة لتونس العاصمة... يزفنا كل يوم أخبار الرصاص والألغام وأدوات نشر ثقافة الموت... وعودا إلى التفاصيل، فإن بعض الإشارات البسيطة، وبعض التفاصيل العابرة نلتقطها هنا وهناك، حذو خطواتنا، وأمام أعيننا لنقف على حقيقة باتت تترسخ اليوم في تونس مفادها أننا بصدد الانحدار نحو نظام ديكتاتوري في ظل حكم فاشي... ومن هذه الإشارات، تحرك بعض الزعماء والناشطين السياسيين، وحتى بعض المثقفين والمبدعين وهم يرتدون "الصدريات الواقية من الرصاص" أو المتعارف عليها باللغة الفرنسية (gilet pare-balles)، والى جانب استخدام هاته الصدريات الواقية فان البعض منهم وجد نفسه "مجبرا" على التحرك بين حارسين أو أكثر يلازمونهم أينما تحركوا... الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، أحمد نجيب الشابي رئيس الحزب الجمهوري... الباجي قائد السبسي مؤسس حزب حركة نداء تونس... محاطون بحراس رئاسيين يسهرون على سلامتهم وأمنهم وكأنهم يتحركون فوق حقل ألغام مكتنز بالفخاخ، وليسوا في وطن حسبوا أن آخر طلقاته الغادرة أُطلقت يوم "الخميس الأسود"... ومعهم تنضاف قوائم طويلة لأسماء من المناضلات والمناضلين السياسيين ومن النقابيين والحقوقيين ومن الإعلاميين... منهم من وصلته رسائل التهديد مباشرة إلى بيته، ومنهم من تلقى التهديدات على الهواء مباشرة في التلفزات التونسية من "قيادي" الترويكا الحاكمة... فـــ"رؤوسهم مطلوبة" مثلما قال ذلك "أمام مسجد بجرجيس" باعتبارهم "علمانيين وكفارا وملحدين"... "الطاغوت" المتوجب قتله واغتياله وتصفيته من "أرض الإسلام" سيتعدى الملايين من التونسيات والتونسيين، ولئن كانت القائمات مدججة بالسياسيين والإعلاميين والحقوقيين فما هي إلا "فاتحة شرعية" كتلك التي كانت في أرض مالك حداد وجميلة بوحيرد... ولكن هل الملايين قادرون على اقتناء "صدريات واقية من الرصاص"؟ وهل الملايين لهم من المال ما يكفي "لتأجير" حراس شخصيين؟... إن التدرج في "تعبئة" الصدور والسطو المستمر على المساحات والفضاءات العمومية من جهة، ومن جهة ثانية التقوقع الإيديولوجي البسيط والساذج في بعض الأحيان لدى "الأحزاب المدنية" جعلت من فزاعة الإرهاب السلفي الشجرة التي تحجب عن الشعب الذي أسقط نظاما ديكتاتوريا يرتد عن المطالب الأساسية التي ثار من اجلها، وتتحول وجهته بطريقة ميكانيكية نحو الجبال والمغاور وأحزمة الفقر، وصار الأمن خبزه اليومي... إن مناضلا مثل حمة الهمامي، الناطق باسم الجبهة الشعبية، لم يرتد طوال مسيرته النضالية ضد بورقيبة وضد بن علي، صدرية واقية من الرصاص، ولم يتحرك وسط حراس شخصيين، وهو الذي عاش لأكثر من عشرة سنين في "السرية"، ومع ذلك هاهو يجد نفسه اليوم بعد الثورة التي حلم بها وكان لشباب حزبه دورا في تأجيجها، ها هو يجد نفسه اليوم في فترة الانتقال الديمقراطي محوطا بحارسين شخصيين من رئاسة الجمهورية ويرتدي صدرية واقية من الرصاص... قد تكون فاجعة اغتيال المعارض السياسي شكري بالعيد، أمام بيته بطريقة هوليودية تذكرنا بما حصل في الجزائر وفي لبنان أيضا، قد تكون النقطة الفاصلة بين مرحلتين، مرحلة مهتزة أمنيا ولكن دون بصمات إرهابية واضحة وحاسمة، ومرحلة ثانية دخلت فيها البلاد في منعرج الاغتيالات ورسائل التهديد المباشرة وغير المباشرة للمعارضين السياسيين بدرجة أولى وللإعلاميين بدرجة ثانية... ومن ورائهما الشعب التونسي عموما... غير أن هذه المرحلة لم تعد مرحلة افتراضية، بل صارت واقعا ملموسا بعد اغتيال الشهيد الوطني محمد البراهمي أمام منزله وأمام بناته وأبنائه وزوجته في واضحة النهار... ليتأكد هذا الواقع الأسود بعد "ذبح" خمسة جنود من الجيش من جملة ثمانية مقتولين غدرا فوق قمم الشعانبي. إن اغتيال رمزين من رموز المعارضة للفريق الحكومي المؤقت الذي تتزعمه حركة النهضة اليوم في تونس، واستهداف غيرهما بشكل مباشر وحاد نسف ابسط قواعد اللعبة الديمقراطية، وجعل الطريق نحوها مفخخا بالألغام والمطبات التي ستُعجل بانتكاسة مرحلة الانتقال الديمقراطي الموعودة، وتُمهد الطريق مرة ثالثة، بعد النظامين السابقين، إلى تكرار التجربة الفاشية من جديد، غير أن الفاشية الثالثة، تختلف في عمقها عن سابقتيها، فلئن أبّد الحبيب بورقية حكمة طيلة ثلاثين سنة بسبب نرجسيته المفرطة، ولئن ظل نظام "السابع من نوفمبر" جاثما على الصدور طيلة 23 سنة كاملة تحت مسمّى الإصلاح الديمقراطي التدريجي، فإن طبيعة النظام القادم تبحث لها الآن على قدم وسط شرعية الكفر والإيمان لتتدحرج أيقونة الديمقراطية تحت شريعة القرون الغابرة... وخير دليل على ذلك السذاجة المفرطة التي أبداه راشد الغنوشي ليلة شبّه تظاهرة القصبة بفتح مكة؟ وقبلها ما أقدم عليه "وزير الشؤون الدينية" في بيان وزاري عندما غالط الرأي العام وقال إن معتصمي الرحيل يرفعون شعار "تونس حرة والإسلام على بره"؟ إن الفاشية الثالثة القائمة على عبادة الزعيم الأوحد وتمجيد العنف والإرهاب والتشبث بنظرية المؤامرة... تحط رحالها بأرض تونس من الباب الواسع، وتجد لها موطئ قدم في المرتفعات كما الإحياء... إذ لا فرق بين خطاب "جهادي" انتحاري داخل المغاور الجبلية وبين خطاب "إمام شرعي" فوق منبر بمسجد الوردية... غير أن الفاشية الجديدة لا تدخل علينا من باب الرصاص والمتفجرات والألغام فقط... بل هي تعود إلى الشعب التونسي من بوابة قصر قرطاج ومن مقر مونبليزير فبعد استقبال ما يسمى "روابط حماية الثورة" وبعد أن ألقى السلفي البشير بن حسين "محاضرة" في قصر قرطاج... وبعد أن بحت حناجر قواعد حركة النهضة مطالبة بوجوب تمرير "قانون تحصين الثورة"... ها إن بارونات النظام القديم وعلى رأسهم حامد القروي الوزير الأول لبن علي طيلة عشرية كاملة... يتوافدون على "قادة" الترويكا بحثا عن "توافقات" جديدة لم تخرج عن منطق "المحاصصة" ومنطق "التهديد" المغلف بعبارات "المصلحة الوطنية" بعد أن خفت صوت المنادين بالتحصين السياسي للثورة ... وبعد أن أصبحت وزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني في مهب التخريب الداخلي والسطو على طبيعة دورهما الأمني بالأساس... كما أن الفاشية الثالثة شرعت في تنفيذ مقوماتها الأساسية وهي إلجام كل إعلامي حر ودفعه إلى الصمت المطلق حتى على تحليل الأحداث وخير دليل على ذلك لجوء اغلب القنوات التلفزية والإذاعية إلى البرامج الترفيهية والكف عن البرامج الحوارية والتحليلية في الوقت الذي تعيش فيه تونس على فوهة بركان ثائر... أمنيا... وشعبيا...

2013/08/03

لهذه الأسباب أساند الشرعية

بعد اغتيال شهيد الوطن والأمة العربية الحاج محمد البراهمي، وهي "حادثة سير عابرة" مثلما وصفها وزير أملاك الدولة، تماما مثل "الحادثة العابرة" لاغتيال الشهيد الرمز شكري بالعيد، والشهيد لطفي نقض الذي كان "يقاتل" حماة الثورة... بعدها تماما انبرت القنوات التلفزية وإعلاميي العار يدغدغون مشاعر عائلات الشهداء ويبتزون آلامهم، وبعد اغتيال ثمانية جنود وذبح خمسة منهم لم أجد عزاء إلا في رئيس حكومة كل التونسيين وهو يتحدث باسم كل التونسيين، ولم أجد عزاء إلا في وزارة الشؤون الدينية عندما نبهتنا بفطنة متناهية إلى أن "الانقلابيين" يرفعون شعار "تونس حرة والإسلام على بره"، ولم أجد العزاء إلا في وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية ابن الأحياء المفقرة يذكرني بهم... وفي وزير الثقافة الذي منحني فرصة مجددة للرقص في المسارح... وبالمثل كان رئيس جمهوريتي وآلاف مؤلفة من أبناء شعبي الذين باتوا في بحبوحة من العيش الرغيد وهم يسيرون صباحا في أمان نحو مكاتبهم الوثيرة ومصانعهم التي وفرت لهم كل ظروف العمل اللائق... لم أجد عزاء إلا في حكومتي الشرعية خاصة أن "قناة الزيتونة" وفرت عليّ مشقّة الانتقال إلى ساحة باردو بعد أن أمّنت لي نقلا مباشرا من هناك وصورا حية لوزراء حكومتي الشرعية وهم يلقّنون جماعة "الصفر فاصل" والنساء السافرات والنخبة المنكوبة... دروسا في الوطنية ويذكّرونهم بإحصائيات النمو والتنمية التي يشوهها الخبراء والأكاديميون... والذين قال لهم وزير حكومتنا الشرعية، محمد بن سالم، "مضمضوا"... و"موتوا بغيضكم"... وسنظل حكومة قائمة "رغم أنوفكم"... خاصة أن السبعين ألف وأكثر المتواجدون كل ليلة بساحة باردو هم بالأخير يأتون "ليتفسحوا بجانب خصة باردو"... مثلما قال حمزة حمزة أحد قياديي حركة النهضة الشرعية... ولا فرق بينهم وبين "الملثمين" في سيدي بوزيد والكاف والقصرين والمهدية وسليانة وسوسة وصفاقس وجندوبة... والذين يريدون تقويض "جمهورية النهضة" وتأسيس "جمهورية تونس"... واقتداء بحكومتي الشرعية وبمآثرها التي يحسدوننا عليها فإنني من موقعي البسيط سأذكّرها بما قام به "العلمانيون" و"الأزلام" و"Les Anarchistes" الذين يتفسحون كل ليلة في "خصة" باردو: هم الذين أشرفوا على مؤتمر أنصار الشريعة في القيروان... هم الذين أطلقوا سراح الناطق الرسمي باسم "أنصار الشريعة"... هم الذين هددوا الشعب التونسي إن هو تطاول على "قطر"... هم الذين قالوا "سننصب المشانق"... هم الذين هرّبوا "أبو عياض" من جامع الفتح... هم الذين قالوا إن الجنود وجدوا ليموتوا وعائلاتهم تأخذ الأموال وتصمت... هم الذين رفعوا راية سوداء فوق ساعة ساحة 14 جانفي بتونس العاصمة... هم الذين اعتبروا إرهابيي سليمان سيناريو معد من قبل بن علي... هم الذين استعملوا العصي والسيوف والسكاكين في جامع بلال بسوسة... هم الذين أحرقوا بيوت الله وزوايا الأولياء الصالحين ومزقوا المصاحف... هم الذين اعتدوا على الصحفيين وهددوهم بالقتل والذبح... هم الذين أطلقوا سراح عبد الوهاب عبد الله... هم الذين عينوا "بوليس" مديرا لدار الصباح... هم الذين منعوا الصحافيين من حق النفاذ إلى المعلومة... هم الذين أطلقوا الرش في سليانة... هم الذين تركوا صاحب مؤسسة يسر للتنمية يتحيل على المواطنين ويسلب أموالهم... هم الذين جعلوا حجيجنا الميامين يدفعون "تأمينا" على حجهم إلى بيت الله... هم الذين جعلوا الطاعون يعود إلى تونس بعد نصف قرن... هم الذين اعتدوا على المواطنات والمواطنين يوم 9 أفريل 2012... هم الذين رفضوا حل ما يسمى "رابطات حماية الثورة"... هم الذين حولوا الهبات والمساعدات المالية الدولية من خزينة الدولة إلى حساباتهم الخاصة... هم الذين جعلوا "الزواج العرفي" قاعدة داخل الجامعة التونسية... هم الذين استدرجوا طالبات العلم ليهجرن مقاعد الدرس ويتوجهن لــ "جهاد النكاح"... هم الذين عقدوا صفقة البغدادي المحمودي مع "النظام" الليبي... هم الذين اعتدوا على النقابيين يوم 4 ديسمبر... هم الذين ألقوا الأوساخ والفضلات أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل... هم الذين مزقوا العلم التونسي وأنزلوه من فوق كلية الآداب بمنوبة... هم الذين اعتدوا على عميد كلية الآداب بمنوبة... هم الذين جعلوا الدينار التونسي ينهار بنسبة عشرة بالمائة... هم الذين اعتدوا على يوسف الصديق وعبد الفتاح مورو في القيروان... هم الذين اغتالوا شكري بالعيد ومحمد البراهمي وسحلوا لطفي نقض... هم الذين أحرقوا السيارات وروعوا المواطنين في جنازة الشهيد شكري بالعيد... هم الذين قالوا "مرحبا بالحرب الأهلية إن فكر الشعب في إسقاط النهضة"... هم الذين اعتبروا المرأة التونسية "مكمّلة" للرجل... هم الذين حملوا السلالم والعصي والهراوات واتجهوا من لافيات إلى سفارة أمريكا... هم الذين يقتحمون سجن المرناقية ويبثون السموم المتطرفة للمساجين... هم الذين أطلقوا سراح المعتدين على سفارة أمريكا... هم الذين أطلقوا سراح المجرمين باسم العفو التشريعي العام دون ضوابط... هم الذين عقدوا صفقات مشبوهة لجلب "التكتك" إلى الطرقات التونسية... هم الذين عقدوا صفقات مشبوهة لجلب الخرفان من رومانيا... هم الذين عقدوا الصفقات المشبوهة لجلب الحليب من سلوفانيا... هم الذين عقد صفقة بثلاثين ألف وحدة سكنية جاهزة من تركيا... هم الذين روجوا حليب الإبل الفاسد... هم الذين يفوّتون في المؤسسات الوطنية الرابحة... هم الذين قرروا تجميد القروض الاستهلاكية... ورفّعوا في معلوم الجولان على السيارات... هم الذين طالبوا بارتداء الحجاب في المؤسسة العسكرية... باسم المنشور 108... هم الذين جمدوا 150 اتفاقية تهم كل القطاعات... هم الذين قالوا إن السياحة بغاء سرّي... هم الذين جعلوا كيلغ اللحم بخمسة وعشرين دينار ... هم الذين رفعوا في سعر البنزين... هم الذين يخبؤون السلاح في أريانة وحي الغزالة وحي التضامن... هم الذين أطلقوا النار على الأمن الحدودي في بنقردان... هم الذين استقبلوا العريفي ووجدي غنيم وغيرهم...في القاعات الشرفية بالمطار... هم الذين نعتوا الجنود والأمنيين بالطواغيت... هم الذين هددوا بنبش قبر الشهيد شكري بالعيد بعد دفنه... هم الذين احرقوا السيارات يوم جنازة الشهيد شكري بالعيد... هم الذين رفعوا الكفن مباشرة على الهواء في القنوات التلفزية... هم الذين يدفعون بالعملة الأجنبية عشرات الملايين لنواب الجنسيات المزدوجة... هم الذين نظموا مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس... هم الذين دفعوا بأكثر من 2000 شاب تونس إلى "الجهاد" في سوريا... هم الذين دفعوا بأكثر من 40 ألف شاب تونسي إلى "الحرقة" والموت في أعماق البحار... هم الذين أطردوا السفير الفرنسي من بنزرت... هم الذين عينوا الولاة والمعتمدين والنيابات الخصوصية... والمديرين والمديرين العامين... هم الذين اعتبروا مطالب الشباب التونسي "أحلام يقظة" و"أوهام"... و"أعمالا صبيانية"... هم الذين قالوا للشعب التونسي : "اشرب من ماء البحر"... هم الذين قالوا للشباب المتمرد :"إنشاء الله يتمرمدوا"... هم الذين شبهوا نشأة حركة النهضة من جامع سيدي يوسف ببزوغ الإسلام من غار حراء... هم الذين تم ايقافهم في مطار أورلي وهم قادمين من السعودية بحقائب مليئة بالأموال... هم الذين قسموا شاطئ الحمامات... هم الذين اعتدوا على الفنانين في الكاف... هم الذين قطعوا العروض الفنية وهشموا الآلات الموسيقية لفرقة أجراس ولأولاد المناجم... هم الذين حولوا المساجد أوكار لتخزين الأسلحة... هم الذين أغلقوا بعض الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية... هم الذين حرموا الصحف من الإشهار العمومي... هم الذين دخلوا بالحقائب المغلقة عبر مطار تونس قرطاج الدولي... هم الذين أرادوا تثبيت الكاميراوات في شارع الحبيب بورقيبة... هم الذين يقطعون الماء والكهرباء على المواطنين والمرافق العمومية.... هم الذين أفشلوا مؤتم الحوار الوطني... هم الذين هشموا قاعة "الافريكار" وفتحوا رأس النوري بوزيد... هم الذين ذبحوا الجنود الشهداء وفجروا بقايا سيارة... هم الذين طالبوا بتقطيع أوصال المعارضين... الصحافيون هم الذين عينوا "الإرهابيين" في الوظيفة العمومية... هم الذين أطلقوا النار في بئر علي بن خليفة والروحية والكاف على الجيش... هم الذين يحققون مع الصحافيين قبل المتهمين... هم الذين علموا الأطفال رفع شعارا "أوباما أوباما كلنا أسامة"... هم الذين نظّموا عروض "الزمقتال"... هم الذين يتصرفون في 213 جمعية خيرية هم الذين طالبوا بتقارير أمنية من إدارة السجون... هم الذين جلبوا فيروس "كورونا"... هم الذين جعلوا بورصة الأوراق المالية تفتح حصتها بالأحمر...