بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009/01/27

facebook

على نفس وتيرة الأيام الثلاث السابقة بدأت يومها الرابع. الساعة السادسة والنصف صباحا أخمدت رنين المنبه الحاد. مدة الثلاثين دقيقة الفاصلة عن الساعة السابعة ­ موعد الأخبار ­ عاودت كل حركات الأمس واليومين السابقين. حمام منعش يستغرق عشرين دقيقة تقريبا. عشر دقائق تُمضيها بين غرفة النوم والمطبخ. ترتدي بنطلونها الأسود في الغرفة، وفي المطبخ تضع ملعقتين من البن الأسود في الفنجان. تُلقي قميصها الأبيض فوق ظهرها وتُزَررَهُ وهي تُضيف السكر إلى البن وتَمزجهما معا بالماء الدافئ.

رشفة أولى ثم ثانية وينتشر دخان السيجارة في أرجاء الغرفة. تتخلل تموجات الدخان ثُقُوبَ المذياع الأسود القديم ليصل نحو حنجرة المذيع القابع داخله التي لا تَعرفُ منه إلا هذا الصوت الواثق كل صباح من طاعة المواطنين لأمره بعدم مغادرة منازلهم اليوم كذلك لئلا يعرضوا حياتهم وسلامتهم للتهلكة لأن حضر التجول وحالة الطوارئ لا تزال سارية في مدينتهم. مدينة الخش خش.

سَحَبَت نَفَسًا عميقا من السيجارة واقتربت من علبة الأوامر اللعينة نافثة داخل ثقوبها ملءَ صدرها وملءَ حنقها وغضبها سحابة الدخان التي حبستها داخل فمها عَل هذا المذيع الناعق كل صباح يختنق بالدخان فيخمد صوته إلى الأبد.

نفثت الدخان وكادت تصفع المذياع على خده الأسود لو لم تستنشق رائحة والدها الذي لم يبق لها منه سوى هذا المذياع الأسود القديم.

غيرت المحطة الإذاعية إلى الناطقة باللغة الفرنسية فاندفع الصوت نحو أدنيها بفرنسية طلقة ولهجة حازمة

:le couvre-feu continue aujourd’hui le 11 juillet 2010.

فَضت رباط الحذاء. أزرار القميص. حزام البنطلون واندست تحت الغطاء، ثم فتحت النات ودخلت آليا الى "الفايس بوك" أين التحقت بمظاهرة افتراضية، بعد أن أخرست المذيع القابع داخل العلبة السوداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق