بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009/07/13

شــوارع الرعـــب


شارع الحبيب بورقيبة، شارع باريس، شارع قرطاج، شارع الحرية، شارع فرحات حشاد...

نهج شارل ديغول، نهج ليون، نهج روسيا، نهج القاهرة، نهج مرسيليا ونهج ابن خلدون...

شوارع وأنهج تمتد وتتقاطع في قلب العاصمة، في قلب الحياة المدينية بحركتها وصخبها وضجيجها... شوارع تفيض بالأعين البشرية المشرئبة في كل اتجاه وعلى كل ما يدخل حيزها البصري... شوارع تخيط الليل بالنهار بحركة الغادين والرائحين فوق اسفلتها وعلى أرصفتها...

فائض الخطوات والأنفاس والعيون في قلب هذه الشوارع والأنهج من المفترض أنه يؤمن فائضا موازيا من الطمأنينة والأمان والسلامة للمواطنين والمواطنات العابرين بهذه المساحات الممتدة في كل الاتجاهات... غير أن المرور بهذه الخطوط الشريانية بقلب العاصمة التي ينتصب بها أكثر من مركز للأمن لم يعد آمنا بل انه لدى الكثيرين لم يعد مشجعا على المرور بهذه الأماكن سواء للتسوق بمحلاتها أو الجلوس إلى مقاهيها بعد أن تفشت فيها مظاهر الإجرام وخاصة السرقة والاعتداء على المشاة خاصة الأطفال والنساء وحتى الشبان المسالمين والكهول لم يعودوا في مأمن من هذه الاعتداءات التي يحدث أن تحصل في واضحة النهار مثلما تقول لغة القانون.

هي ذي الحياة في جانب من شوارع العاصمة التي تختفي خلف حرارة حركة الناس وابتسامات البائعات بالمحال التجارية، كابوس يومي من الرعب والخوف والاستنفار على عكس ما نظن. وقد صرنا اليوم نسمع بحكايات غريبة لا تشبه إلا تلك الحكايات التي تحدث في الأفلام الهوليودية من عمليات متطورة في اعتراض الناس والسطو على ممتلكاتهم التي قد لا تتعدى في أغلب الأحيان حافظة أوراق وبعض الدنانير.

هذا فضلا عن ترصد المنحرفين المحترفين لضحاياهم من الناس أمام مراكز البريد والبنوك وأمام المحال التجارية لسلبهم أجورهم، وقد شاهدت بأم عيني شابا يسلب فتاة هاتفها الجوال أمام مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة!!!

هكذا صار القلب النابض للعاصمة وشوارعها التي تفيض حياة، أخطر من تلك الأحياء الشعبية المعروفة بمنحرفيها وبمنسوب الجريمة المتطور فيها، وصار المشي فيها أشبه بالمشي على النار، نار الخوف وعدم الطمأنينة من صائدي الفرائس البشرية الذين يصولون ويجولون وحدهم في أمن وأمان في قلب هذه الشوارع وكأنهم في مملكتهم الخاصة.

بالأخير لا يمكنني إلا أن أقول إن المدن الآمنة تبني نفسها بنفسها

هناك تعليق واحد: