بحث هذه المدونة الإلكترونية

2012/02/16

وزير الثقافة وشرطة الأخلاق

يبدو أن مقاييس الفن في تونس ستأخذ غطاء جديدا مع صعود اليمين الإسلامي إلى سدة الحكم بعد انتخابات المجلس التأسيسي، ولعل التصريح الأخير لوزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد المهدي مبروك بخصوص برمجة مهرجان قرطاج لسنة 2012 خير دليل على اعتماد مقاييس ذات بعد أخلاقي بالأساس في علاقة بمن سيصعد على ركح الدورة الجديدة في مهرجان قرطاج الدولي. فقد صرح الوزير بأن هذه الدورة ستقصي الفنانات اللواتي يعتمدن على العراء والإغراء في عروضهن وذكر بالاسم المطربتين اللبنانيتين أليسا ونانسي عجرم والمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب إلى جانب المطرب المصري ثامر حسني. تصريح الوزير الذي ورد ببرنامج "حبر على ورق" بقناة تلفزية وطنية، قال فيه أن مهرجان قرطاج سيقطع مع الثقافة السابقة، التي كانت تعتمد على العروض "التمييعية" التي لا تؤسس إلا لثقافة "هابطة" ولا تخلق إلا صورة سلبية في الشباب والنساء، وبمقابل إقصاء المطربات اللواتي ذكرهن الوزير قال بان مهرجان قرطاج سيكون مفتوحا لفنانين يؤسسون للفن الراقي مثل لطفي بوشناق ولطيفة العرفاوي (التي تلاقي هجمة كبيرة من التونسيين باعتبارها أحد المناشدات للرئيس السابق). وقد اعتبر الوزير أن هذا القرار يدخل فيما اسماه "ديكتاتورية الذوق السليم" خاصة بعد أن وجهت له العديد من الانتقادات من طرف بعض الإعلاميين ومن أحباء هؤلاء الفنانين خاصة على المواقع الالكترونية والاجتماعية، معتبرا أن قرطاج سيظل ركحا رمزيا ذا زخم حضاري وفكري وثقافي ولا يمكن بأي حال أن يتواصل "انتهاكه" مشيرا إلى أن هناك فضاءات جانبية للمهرجان، مثل فضاء النجمة الزهراء، يمكن أن تتخصص لقائمة الممنوعات والممنوعين من اعتلاء ركح قرطاج. وزير الثقافة الحالي، المهدي مبروك، هو عالم اجتماع وله انتماءات لحركة النهضة في السابق ثم كانت له تجربة مع الحزب الديمقراطي التقدمي، غير انه وبعد الثورة التونسية قدم استقالته من الحزب التقدمي، بعد فوز حركة النهضة بالانتخابات وهو ما أهله لمنصب الوزارة مثلما يرى ذلك العديد من المتابعين للشأن السياسي. ويذكر أن نانسي عجرم كانت قد أقامت حفلتين في ليلة واحدة سنة 2010 بمناسبة عيد الحب حيث اعتلت ركح القبة الرياضية بالمنزه بتونس العاصمة، وأمنت حفلا ثانيا بأحد فنادق العاصمة، كما أن مواطنتها أليسا كان لها آخر حفل في تونس في نيسان 2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق