بحث هذه المدونة الإلكترونية

2010/03/20

مهرجان أولاد أحمد



لا موعد لفعالياته يُعلن عنه مسبقا في ندوة صحفية...

لا نزلا فخما بغرف شاسعة وأسرة زائدة عن الأحلام لاستقبال المشاركين والمدعوين والضيوف...ومن بهم فائضُ نكد...

لا ملفا صحفيا ولا شارة دخول ولا بطاقات دعوة أو برنامج مضبوط الفقرات والمواقيت...

معه تدخلُ في الحكاية ولا تخرج من أتونها...

يُقيدك بلين الأفكار وبما شف من الاستعارات والمجازات وهو ينثر الشعر والحركات مثلما تنثر فراشة قزحية لونها على أعتاب الربيع...

لا يترك لك فسحة للكلام، ومع ذلك تستنفر حاسة السمع لديك لتجمع نثار المعاني والأفكار... ولا تضطر لاستيراد حكمة الإنصات البشري...

رجل يتربع على عرش الكلمات مثل أمان ترفعك لسماء اللامتوقع لتتركك على أرض زرقاوية الشكل تنوس برائحة الليل...

انه لا يكتب الشعر فقط، بل هو يحياه في أدق التفاصيل الحياتية... هو الذي وُصف بأنه صاحب الاسم الطويل والجسم النحيل، ذاك المتدثر بسلاطة قلمه دائما ولسانه دوما...

مفرط في بهجته...في سخريته وهو يُغازل الحواشي ويُراود كل إمكانات الدخول إلى المتن...يدخل من الباب... ينط من النافذة... يتسلل من الكوة... ليرسم وقع صوته دون سواه...

لامتناه في حكمته... وهو المُدجج دائما بالفطنة والبداهة، وبإخراج الحي من الحي، غير عابئ بالتأريخ وبمشتقات كنا وفعلنا وقلنا وذهبنا... ولم نعد...

رجل يمشي على لسانه وبلسانه بفائض من الجرأة والتحدي...

انه يمشي في الكلام العالي... لا تجرحه الفواصل ولا تخدشه النقاط... كأنه الأفكار...

انه مهرجان لوحده...

هكذا يبدو لي الصغير أولاد أحمد كلما قابلته أو جالسته...

................


"لكلّ طرقته في افتتاح الكلام

وطريقتي المشي

داخل نفس الحذاء أسير

فأين الأين؟"