بحث هذه المدونة الإلكترونية

2011/07/12

من وحي احالة الصحفي الناجي الخشناوي على قلم التحقيق دفاعا عن فعل الكتابة... دفاعا عن فعل المواطنة...



الناجي الخشناوي.... كاتب وصحفي من تونس وليس مهمّا ان يقال «ابن شعب» لأن الجميع كذلك سوّت فترات من الثورة بين العامل والعاطل والطالب والبورجوازي الصغير وما يتمّ توصيفهم عادة بـ «المترفين» دون ان يكونوا اثرياء من اجل ان تتبدل أمور ودواليب الدولة التي بلغت ذروة غير محتملة من الفساد والإفساد المنهجيين حتى انفجرت القدر، بترتيب عجيب ما، في الروح التونسية ومنها انتشر في بلاد العرب العجيبة.

الناجي الخشناوي كاتب قصص، أصدر كتابا هو «خطوة القطّ الأسود» حوّل فيه السابلة، «أبناء الشعب» من أرقام في دولة الإقطاع الى بشر بأحاسيس وأفكار وأقدار تتحرّك في رقعة من الأرض اسمها تونس. الادب يفعل ذلك ويحوّل البشر من أشباح عديمة الهويّة الى ناس من لحم ودم.

حدث هذا في الأدب. كما حدث نفس الأمر في الشارع الذي لم يعد يحتمل معاملة البشر على أنهم رعايا وزبائن في دولة بن علي الذي كان يوزّع عطاياه على الجميع من الأكثر فقرا الى الأكثر ثراء من دفتر العلاج والمنح الاجتماعية البائسة الى القروض الميّسرة لرجال أعمال من طرف ألوهيتهم لم يكلُّفوا انفسهم عناء إرجاع هذا القروض.

الناجي الخشناوي كتب مقالا عن هؤلاء في 22 جانفي 2011 بعنوان «من سيحاكم نسخ بن علي». صدر بجريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل. وسمى فيه هؤلاء وعراهم من لبوس الألوهيّة الآلهة بلا اسم وترغب ان تظلّ في الخفاء وهؤلاء ليس يزعجهم سوى الأيادي التي تشير الى اسمائهم والى افعالهم. وهي افعال استغلال فاحش، وهضم حقوق ونهب مال عمومي، وتغوّل. افعال حوّلت البلد الى مزارع خصوصية وكان لابدّ من ثورة لتعيد لفعل الوجود وفعل المواطنة القهما ودورهما اللازمين في المدينة.

كتب الناجي الخشناوي مقاله بدافع من شعوره كمواطن وكصحفي وككاتب ولهذا السبب استدعى للحضور لدى قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتونس يوم 9 جويلية 2011 اثر شكاية تقدم بها رجل اعمال معروف ورد ذكره في المقال.

«مثل هذه الشكايات تتنزل في إطار حق الشعب التونسي في إعلام حر ونزيه يكشف جرائم نظام بن علي ومعاونيه ومحاولة للالتفاف على مبادئ الثورة في الحرية» نقرأ في بيان المساندة الصادر عن النقابة العامة للثقافة والإعلام.

مثل هذه الشكاية تثبت ان الطريق الى تونس جديدة، اقل فسادا وأكثر مواطنة، لا تزال طويلة وشاقة وان هناك معارك شرسة يجب ان تخاض في ساحة الكتابة وفي ساحة القضاء. ومن المؤكد الآن لنكن متفائلين، ان تونس ليست مزرعة خصوصية لأيّ أحد.

نريدها مدينة يتعايش فيها مواطنون لارعايا أو مساكين. ولهذا السبب نساند الناجي الخنشاوي وحقّه في تسمية ما يجب ان يسمّى.

كمال الهلالي

جريدة الصحافة