بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009/09/28

نسمة على "بيت صدام" وبيوت الأذى السلطاني


بعد اغتصَاب الأرض العراقيَّة وانتهَاك حُرمَات جغرافيا ما بين النهرين، وبعد إعدام الرئيس الشرعي لجمهورية العراق العربية صدام حسين جاء الآن دور اغتصاب التاريخ من خلال السّرقات والنّهب وطمس معالم حضارة بلاد الرافدين في إطار مشهدي سينمائي...

صدّام حسين برؤية صهيو- أمريكية هي ذي ورقة بريطانيا وأمريكا... ورقة الثقافة الغازية... ذلك أن هيئة الإذاعة البريطانية BBC أنتجت قناتها الثانية فيلما عن حياة ومسيرة صدام حسين أخرجه جيم هانلون وأليكس هولمز الذي أسهم أيضا في كتابة السيناريو وقد اختارت هذه القناة ممثلا صهيونيا لتقمص شخصية الرئيس العراقي ويدعى «ايغال ناعور» والفيلم بعنوان «بيت صدام».

الفيلم شرعت قناة "نسمة" المغاربية في بثه منذ الأسبوع الفارط على أجزاء، رغم "مناشدة" الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين بالعدول عن بث هذا العمل مثلما طالعنا في الصحف ورغم ما أبداه العديد من المثقفين والمهتمين من رفض لهذا العمل منذ إعلان تصوير أغلب مشاهده في تونس.

شخصيا لا أرى مانعا من بث الفيلم على القناة المذكورة لعدة أسباب أولها أن الفيلم أُنتج وطبيعي أن يُبث، وان لم يبث على هذه القناة فسيُبث على غيرها، وهو قد بُث سنة 2008 على القناة المنتجة له كما أنه متوفر على أقراص ليزرية، وثانيها أن رفض أي عمل من قبوله لا يكون إلا بعد مشاهدته لنُحسن الحكم له أو عليه، وثالثها أن هذا العمل بالذات سيقدم عدة حقائق من حقنا أن نطلع عليها، ولو أننا وددنا لو كانت بعيون موضوعية ولا يهم إن كانت عربية أو غربية... وقد أكد العديد من العراقيين الذين عايشوا صدام حسين عن قرب أمانة نقل الحقائق والأحداث ضمن هذا الفيلم...

طبعا هذا الإنتاج الصهيو - أمريكي لن يخرج عن إطار التشويه والتزييف لمسيرة الرجل وحياته أثناء حكم العراق ولن تكون قراءة الواقع والتاريخ العراقيين وفقا لمعطيات وحقائق الواقع والتاريخ العراقيين إلا بما سيخدم الآلة الصهيونية والعقل الصيهوني لتعزيز استحواذه على مستقبل المنطقة بعد أن أمّن ماضيها المنغرس في فلسطين ولبنان وما جاورهما... وسيكون فيلم «بيت صدام» مثل رواية «أرض الميعاد». ولن يضاهي دور الممثل الصهيوني «ايغال ناعور» دور «أنطونيو كوين» في فيلم «عمر المختار» الذي أخرجه مصطفى العقاد والذي أُغتيل هو الآخر قبل ان يخرج فيلما عن صلاح الدين الايوبي...

إن توظيف الثّقافة كسلاح حربي يمثل استراتيجية قديمة وهي مستمرة إلى الآن لنجاعته وفاعليته، وهو أيضا مستمر هناك، عند الآخر المستعمر ويكفي أن نذكر مدخل نابليون بونابارت لمصر... أما عندنا فالثّقافة كسلاح وجود، مقبورة بأيادينا نحن... لا بأيدي غيرنا... أيادي السلطة الرجعية والسلطة المتواطئة مع الاستعمار....

فالفيلم السياسي والمسرح السياسي والرواية السياسية والشعر السياسي... كلها مُصادرة ومُطاردة من قبل السّلطة السياسيّة فلا غرابة أن يُغتال غسّان كنفاني وناجي العلي، ولا غرابة أن يجنّ محمد شكري ويُنفى عبد الرحمان منيف، ولا غرابة أن يُغتال سعد الله ونوس وأن يُحاكم عاطف الطيّب ويُحاصر مظفر النواب وأحمد عفيفي مطر ومنوّر صمادح... وتظل كاميرا المخرج سابحة في سحابة التظليل والمغالطات والتستر على الفظائع المُرتكبة في كل قطر عربي... وفي تشييد بيت للأذى الدائم للشعب العربي...

وفي المقابل تنخرط الآلة الثقافيّة الرسميّة في تمجيد وأسْطَرَة السيد الرئيس الحاكم بأمره وتمجيد وأسطرة الحزب الحاكم الواحد الأوحد وتوظف كل مدّخرات شعبها وبلادها لترويج فلكلور مشوّه وشعوذة بائسة، وتكرّس ثقافة منبتّة لا تمتلك أفقا ولا استراتيجيا، ويكفي أن نقف على الموجة الجديدة للسينما المصرية أو الإطار العام لمسلسلاتنا التونسية ولبرامج المسابقات والأغاني لنلاحظ عمق الهوّة الفاصلة بين الرؤيا الصهيونية والأمريكية في مجال استثمار الثقافة والرؤيا الثقافية العربية في مجال طمس وردم الثقافة...

2009/09/25

حوار مع كاتبة مسلسل نجوم الليل سامية عمامي حان الوقت لتتخلص الدراما التونسية من قمقم الصورة الكلاسيكية المسطحة


أحدث مسلسل «نجوم الليل» الذي بثته قناة حنبعل في النصف الأول من شهر رمضان، نقلة نوعية خاصة على مستوى الصورة، حيث تخلص هذا العمل من الصورة الكلاسيكية الباهتة التي انحسرت فيها جل أعمالنا الدرامية إن لم نقل كلها، كما أن هذا العمل قدم للمشاهد وجوها جديدة وشابة أثبتت جدارتها وقدرتها على التمثيل.

من بين الوجوه الجديدة والشابة التي ساهمت في هذه الدراما كاتبته سامية عمامي التي كان لنا معها هذا الحوار.


لمن لا يعرف كاتبة مسلسل نجوم الليل، كيف تقدم سامية عمامي نفسها للقارئ؟

ـ درست بكلية الحقوق بتونس وتخرجت سنة 1998 بالحصول على شهادة في الدراسات المتخصصة، اختصاص نزاعات المؤسسة، وبعد فترة من التمزق بين حبي للفن بصفة عامة والفن التشكيلي بصورة خاصة وبين التجريب في الكتابة سواء المسرحية أو السينمائية أو التلفزيونية، انطلقت في العمل المسرحي حيث أنجزت مشروع تخرج مع طلبة المعهد العالي للمسرح سنة 2005 بعنوان «مسجل مجهول» وقد فاز بجائزة أفضل مشروع تخرّج وكذلك جائزة الجامعة وكان من تمثيل لبنى نعمان ويسالا النفطي ثم دخلت إلى مجال الاحتراف من خلال عمل مونودراما بعنوان "هيدروجين" حيث كتبت النص وأنجزت الدراماتورجيا وجسّده معز القديري وأخرجه أيضا للمسرح وعرض لأول مرة بفضاء التياترو في تظاهرة «العرض الأول» ثم شاركنا في مهرجان الفوانيس بالأردن، كما قمت بتربص مع المسرح الملكي لمدة سنة ونصف حول «الكتابة الدرامية الجديدة".

ثم كانت لك تجربة أولى مع الشاشة الصغيرة؟

ـ بالفعل كتبت سيناريو سيتكوم، سلسلة كوميدية، بعنوان «الكلوك» وهو مصطلح غربي يطلق على المشتركين في الكراء مع المخرج برهان بن حسونة، وقد قامت بإنتاجه قناة حنبعل وبثته السنة الفارطة في شهر رمضان، وهذا العمل هو الذي ساهم في التعريف بي لإدارة حنبعل، رغم أن التجربة لم تكن مكتملة، إلا أن صاحب القناة السيد العربي نصرة، منحني ثقته واقترح علي تجديد التجربة، فكان لقائي بالسيد المهدي نصرة المشرف على قسم الدراما بالقناة، والذي اقترح علي فكرة وتصور لمسلسل درامي وترك لي حرية الكتابة فيها.

تقصدين فكرة وتصور مسلسل «نجوم الليل»؟

ـ تماما، كانت فكرة وتصور المسلسل الذي تابعه المشاهد التونسي والعربي في الجزء الأول من شهر رمضان والذي كان بعنوان «نجوم الليل»، حيث أنهيت كتابة السيناريو في ظرف شهرين وإحقاقا للحق فإن الفكرة في حد ذاتها كانت الدافع الرئيسي لشحني وحثي على تطويرها وحبك تفاصيلها.

وبما أن فكرة السيد المهدي نصرة كانت فكرة حية و «ابنة الواقع»، فقد فسحت لي المجال للتجريب فيما يسمى الكتابة الجديدة للتلفزة، وهي التي تستعير مفرداتها ولغتها من الكتابة السينمائية المبنية أساسا على الصورة ودلالاتها، وهذا الاختيار هو الذي جعلنا نختار المخرج الشاب مديح بالعيد باعتباره سينمائيا وهو المؤهل للكتابة السينمائية التي أردناها، وهي الكتابة الخالية من "الكليشيهات" التلفزية.

ولكن ما هو دور عبد الحكيم العليمي الذي نطالع اسمه في جينيريك المسلسل؟

ـ الكتابة الأولى أفرزت ثلاثين حلقة، غير أن إدارة القناة، ومن اجل إعطاء حظوظ أوفر للمسلسل، قررت تقليص الحلقات إلى النصف فدعت السيد عبد الحكيم العليمي للقيام بهذه المهمة، وتم التقليص من مشاهد المسلسل.

طيب لماذا كل هذه الدراما المغرقة في السوداوية؟

ـ هو في الحقيقة المسلسل ككل مبني على صراع الخير والشر، صراع الحق ونقيضه، وكل الخيوط الدرامية تمت صياغتها في ظل هذا الصراع، حتى قصص الحب الموجودة في العمل تعيش تحت الحصار، أو هي قصص تحمل فشلها في داخلها.

أؤمن بقولة جبران خليل جبران «الآباء يأكلون الحٌسرم والأبناء يَضْرَسون» لأن شباب اليوم يدفع ضريبة أخطاء الكبار وصراعاتهم.

لا يمكنني أن أنكر بأن مادة المسلسل هي من الواقع المعاش ولكن هي بالأساس تأويل لهذا الواقع. فمثلا عندما أطرح علاقة حب بين شخصين، فإني أتساءل عن كيفية استمرار ذاك الحب، وبالتالي كيف تكون العلاقة بين شخصين مستلبين، فمثلا علاقة "مروى" و "أيمن" هي علاقة روحان ضائعان فالأولى تبحث عن فارس أحلام يأتيها على "هامر" بيضاء وينتشلها من الأحياء الشعبية والثاني مسلوب من حلمه ولاذ بعالم المخدرات ليعيش وهم الحياة، وبالتالي فالعلاقة بين هذين الشخصين لا يمكن أن تكون إلا كارثية.
الصورة السينمائية حققت للمسلسل قيمة مضافة وهي أول تجربة تقريبا في الدراما التونسية ككل؟
ـ هناك تجارب قامت بها التلفزة التونسية، مثل الشريط التلفزي "ولد البسطاجي" ولكن كانت تجارب منعزلة ولم تكن اختيارا من طرف القناة بقدر ما كانت اختيارات فردية من بعض المخرجين، عكس تجربة «نجوم الليل» التي هي بالأساس اختيار مدروس من قبل إدارة قناة حنبعل التي تسعى للرقي بالصورة التلفزية والارتقاء بالدراما الوطنية وجعلها قابلة للانتشار عربيا وعالميا، ولذلك لا نستغرب اختيارها لمدير تصوير المسلسل الشاب بشير المهبولي الذي تلقى تكوينا سينمائيا ودرس فن الصورة في فرنسا، وهو اسم ستذكره الدراما التونسية.
والصورة التي شاهدناها كانت نتاجا لتضافر عدة جوانب منها الجانب التقني، حيث تم استعمال تقنيات فيديو متطورة، والجانب الإخراجي المبني على خلفية سينمائية، ثم جانب الكتابة السيناريستية المعتمدة على البعد السينمائي أكثر من اعتمادها على الكلمة ولذلك عملنا على تكثيف لغة الحوار واختزالها والتعويل على الصورة كلغة مستقلة بذاتها وقادرة على التبليغ.
ولكن أيضا عملية اختيار الممثلين ساهمت بشكل كبير في نجاح المسلسل؟

ـ بالفعل عملية اختيار الممثلين ساهمت في نجاح المسلسل، ويعود ذلك أساسا إلى أن الاختيار كان مبنيا على منطق عدم تقديم الوجوه المستهلكة تلفزيا، فأغلبهم وجوه جديدة، والى جانب هشام رستم وعلي بالنور وفؤاد ليتيم ومحمد كوكة وسامية رحيم وعلي الخميري وغيرهم فإن باقي شخوص المسلسل، وجوه شابة، وحسب رأيي فإن هذا الاختيار يساهم في خلق نوع من «التغريب» الذي يشد المشاهد ويجعله يعيش رحلة اكتشاف، كما انه يتعامل مع الوجوه الجديدة من دون خلفية مسبقة أو تصنيف معين لهذا الممثل أو ذاك، ثم إن هذا الاختيار يساهم في إضفاء واقعية أكثر على الأحداث.

باعتبارك كاتبة المسلسل هل ساهمتي في عملية اختيار الممثلين؟

ـ عملية اختيار الممثلين هي بالأساس وأولا وأخيرا مهمة المخرج ولكن ومثلما هو متعارف عليه فقد كانت هناك مشاورات بيني وبين السيد مديح بالعيد مخرج المسلسل خاصة في الأدوار الأساسية، وعموما لم تكن هناك أية اختلافات بيننا بخصوص الممثلين.

هل تابعتي عملية التصوير وهل كان لك دور فيها؟

ـ حضرت أغلب المشاهد، وساهمت من موقعي كسيناريست، في تحوير بعض المشاهد كلما استوجب الأمر، واعتقد آن تواجد السيناريست أثناء التصوير لا يسبب عائقا في سير العملية مثلما هو سائد لدى العديد من السيناريست أو المخرجين، بقدر ما يساهم في إنجاح تصوير المشاهد، فالسيناريست هو بالأساس مبدع ولكن دوره يتحول إلى دور تقني أثناء التصوير، وكل ما يقوم به هو في خدمة الإخراج.

ولا أجد مبررا لاستمرار الصراع التقليدي بين الكاتب والمخرج بقدر ما أؤمن بأن هذا الصراع يمكن آن يكون «صحيا» وفي صالح العمل الدرامي ككل سواء كان مسرحيا أو سينما أو تلفزيا...

بعد كتابة «نجوم الليل» وبعد تجربة الواقعية التي ما تزال تكبّل الدراما التونسية، ألا تفكرين بكتابة نص مسلسل وثائقي مثلا أو فنطازيا تاريخية، مثل أعمال شوقي الماجري أو بسام الملا؟

ـ بالطبع، فمثل تلك الأعمال توفر متعة لا متناهية خاصة في البحث والكتابة، وهي تشكل نوعا من التحدي باعتبار انك تكتب في «تيمة» تاريخية أو قيمية بأسلوب معاصر وقريب من الناس، أي كيف تجدد التاريخ أو تعيد تصنيفه، ولكن المسألة تبقى إنتاجية بالأساس، نظرا للكلفة المادية العالية لمثل تلك الأعمال.

أنا شخصيا لا أقول بأنني أفكر في كتابة عمل درامي وثائقي مثلا أو في الفنطازيا التاريخية، ولكن أقول بأن لدّي القدرة على الكتابة في هذين النمطين متى طٌلب مني ذلك، ثم إن ما يعنيني أساسا هو «الصراع» الذي تقدمه الدراما، ولا أخفيك سرا بأن لدي ميولات لمَ يسمي «Les Filmes procés» أي تلك التي تقوم على «تيمة» الاستحقاق القانوني.

2009/09/23

بعد عرض التقرير السنوي الخاص به: هل تكفي التجهيزات والمنشآت للاقتراب من مشاغل الشباب؟


بحضور عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات، عرض السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية في لقاء وصفه بأنه غير كلاسيكي وستدأب علي تنظيمه الوزارة، عرض التقرير السنوي للشباب الذي جاء راشحا بالأرقام والنسب واللاحصائيات لمَ تم تحقيقه وانجازه لفائدة الشباب والرياضيين خلال السنة الجارية 2008\2009 تنفيذا لعدة قرارات وتوصيات رئاسية ووزارية بالخصوص. وقد تضمن التقرير سبعة محاور رئيسية هي الإستراتيجية الوطنية للشباب، الشباب والتعليم والتكوين، الشباب والإدماج المهني والتشغيل، الشباب والرعاية الصحية والاجتماعية، مؤسسات الشباب والترفيه الشبابي، الحوار مع الشباب ورصد شواغله، الشباب والنشاط الرياضي.

ومن بين المعطيات الواردة بهذا التقرير السنوي بخصوص التعليم والتكوين والإدماج المهني والتشغيل انتفاع أكثر من 60 ألف شاب من برامج الإدماج والتأهيل المهني مقابل 57 ألف سنة 2008 واستفادة حوالي 9 آلاف شاب من برنامج تكفل الدولة بنسبة 50 % من الأجور المدفوعة بعنوان التشجيع على انتداب حاملي الشهادات العليا و تشغيل 2357 معوقا من برامج التشغيل والإدماج المهني. كما انتفع أكثر من 36 ألف طالب من أبناء العائلات ذات الدخل المحدود بمساعدات اجتماعية خلال السنة الجامعية 2009/2008.

وفي ما يخص التنشيط الشبابي أشار الوزير إلى أنه سيتم قبل موفى سبتمبر الجاري مضاعفة عدد الحواسيب بدور الشباب بإضافة 2000 حاسوب جديد. كما أن الوزارة أمضت يوم 10سبتمبر اتفاقية مع شركة اتصالات تونس لربط كل دور الشباب بالـ (ADSL) ذات سعة تدفق عالية. كما وقع التخفيض في معلوم الإبحار على الأنترنات بدور الشباب بإقرار معاليم رمزيّة.

أما فيما يخص الجانب الرياضي فقد أشار السيد سمير العبيدي إلى الشروع في تنفيذ خطة تعميم الفضاءات الرياضية بدور الشباب بإحداث 35 فضاءا رياضيا بقيمة مليار و270 مليون من المليمات، كما تمت إعادة هيكلة الجامعات الرياضية الأولمبية في انتظار إعادة هيكلة الجامعات غير الأولمبية، وقد تم تجديد 39 جامعة رياضية سنة 2009 كما أشار إلى ارتفاع عدد المجازين في كافة الاختصاصات الرياضية ليبلغ عددهم 123.386 مجازا و29.465 مجازة.

وأشار الوزير إلى أن نسبة تجديد المكاتب الجامعية بلغت 59 بالمائة ، وتنامى حضور المرأة في مواقع المسؤولية صلب هذه المكاتب ليبلغ نسبة 23.52 بالمائة. كما تضاعفت منح الجمعيات الرياضية الصغرى من مليار وثمانية ملايين سنة 2008 إلى مليارين وخمسة وعشرون مليونا سنة 2009 وتم ضبط خطة مشتركة بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ووزارة التربية والتكوين لدعم الرياضة المدرسية وتشكيل لجنة مشتركة دائمة لمتابعة تنفيذها (تجميع الشراءات المتعلقة بالأثاث والتجهيزات الرياضية/اقتناء 10 فضاءات رياضية متنقلة وتخصيص125 مليون سنويا لمكافأة المؤسسات التربوية المتألقة رياضيا)، والترفيع في الاعتماد المخصص لاقتناء التجهيزات الرياضية لفائدة المؤسسات التعليمية ليبلغ الملياران.

أما اللجان الوطنية التي ضمت خبراء، وفنيين، ومسيرين رياضيين والتي انكبت طيلة نصف سنة على دراسة الملفات الرياضية ذات الأولوية في القطاع وخاصة منها مسائل التمويل الرياضي وصيانة التجهيزات والسلوك الحضاري في الملاعب، فقد أعدت تقارير تضمنت مقترحات عملية سيتم عرضها في إبانها.

كما تم في إطار خطة وطنية لاكتشاف المواهب تأطير 390 ألف تلميذ في المدارس الابتدائية تم توجيه ما لا يقل عن 5000 منهم إلى خلايا النهوض بالرياضة بالوسط المدرسي المتبناة من طرف الجامعات والجمعيات الرياضية لإحكام إعدادها.

وذكر السيد سمير العبيدي للأموال المرصودة من قبل الدولة بكافة مؤسساتها العمومية لصيانة المنشآت الرياضية والشبابية ومنها المركب الرياضي والشبابي برادس الذي استأثر بمبلغ ناهز المليار و700 مليون للحفاظ عليه وصيانته باعتباره درة المتوسط وفضاء دافعا، مثله مثل باقي الفضاءات، للرياضيين والرياضيات وللجمعيات والفرق من التألق وحصد الجوائز على غرار السباح أسامة الملولي ومنتخبي كرة الطائرة والسلة ومنتخب الأصاغر لكرة اليد.

تبقى الأرقام والنسب والبنية التحتية بمبانيها وتجهيزاتها العصرية عنصرا أساسيا ورافدا مهما في الإحاطة بالشباب وتيسير عملية إدماجهم في السياق المجتمعي وتمكينهم من إثبات ذواتاتهم الخلاقة واستثمار مهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية والإنتاجية وحتى "يعيش على إيقاع العصر وتحولاته" ولكن يظل المدخل الأساسي لهذا الرهان القدرة على الاقتراب بشكل بيداغوجي ومنهجي من التفاصيل البسيطة لحياة الشباب ومعرفة مشاغلهم الحقيقية في ظل النسق المتسارع للتغيرات الحياتية ووطأة البطالة التي تنهش كل طاقة خلاقة لدى أي شاب أو شابة، فالمعطل عن العمل لا يمكنه أن يستمتع ببرنامج ترفيهي توفره له دار شباب مجهزة بأحدث التقنيات، وآلاف المتخرجين من الجامعات والكليات والمعاهد العليا المشتتين بين مراكز النداء ومكاتب التشغيل والمقاهي تبدو عملية إدماجهم المجتمعية عملية دونكيشوتية ما لم تتوفر لهم فرص العمل التي سهروا لأجلها الليالي الطوال.