2008/09/17
قم للمعلم ووفه التبجيل
تٌسقط العودة المدرسية كل المناسبات الاخرى فلا رمضان ولا اعياد تضاهي الحركية والديناميكية المادية والرمزية ليوم العودة المدرسية وما يسبقها من تحضير نفسي ومادي لا للأسرة التربوية فقط وانما لكافة الشعب التونسي، اذ لا تخلو عائلة واحدة من تلميذ أو طالب، ولذلك تتجند كل الطاقات بدءا من الأولياء والتلاميذ وصولا الى عمال وعاملات التنظيف والحراسة بمؤسساتنا التربوية، طبعا الى جانب الهياكل الرسمية وكذلك مكونات المجتمع المدني لا تتأخر عن المشاركة السنوية في الاعداد للعودة المدرسية... ويكفي أن نذكر ايام العلم التي يقيمها الاتحاد العام التونسي للشغل كل سنة احتفاءا بالنجباء وتكريما للأسرة التربوية... وانكبابه طيلة السنة الدراسية على متابعة ودراسة ملفات النقل والترسيم والانتدابات...
ومعلوم أن يوم الاثنين المنقضي استقبلت مدارسنا ومعاهدنا مليونان و85 الف و700 تلميذ وتلميذة، ومن الأرقام المتعلقة بعودة 2008/2009 أنه تم افتتاح 19 اعدادية منها ثلاثة نموذجية و13 معهدا ثانويا كما تم تحويل 56 مدرسة مهن الى اعداديات تقنية واضافة 42 عنوانا جديدا الى جانب العناوين القديمة والتي يبلغ عددها 187 عنوانا وقد تم طبع جميع الكتب وتوفير 16 مليون نسخة منها...
هذه الارقام والاحصائيات والديناميكية التي تَسمٌ أيامنا هذه والتي ستليها تظل مهمة ورئيسية واساسية لدفع عجلة التقدم والرقي والتي لا تدور الا من خلال المثابرة على النهل من منابع العلم والمعرفة والتمترس بالآداب والفلسفات والثقافات، وهي في تقديري الحلقة الاهم والتي لا توفرها لا الارقام ولا المباني الجديدة ولا الشعارات الجوفاء، بل ان هذه الحلقة هي التاج والاكليل الذي يحمله المعلم والأستاذ وينقله من تلميذ الى آخر وهو يكد ويجتهد طوال سنة كاملة من التدريس واصلاح الفروض وانتظار وسائل النقل... وتاخر الأجور...
ان الاطار التربوي هو رأسمالنا الرمزي، ووحده الكفيل بحماية منظومتنا التربوية من التراجع امام الزحف اليومي لكل أشكال الجهل والتخلف... فمدارج العلم لا تنحصر في الكتب والاقلام واللوحات والأرقام والاحصائيات... مدارج العلم هي الاخلاق التي كبرنا معها... احترام المعلم واحترام نبل رسالته... والعودة المدرسية لا تعني الكتب فقط وبناء المدارس بل تعني ايضا حماية حقوق الأسرة التربوية وتوفير اسباب راحتها فلن نجني آخر السنة الا ما نزرعه في مفتتحها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
انت تقصد الإطار التربوي المتسك بمنارة العلم و المعرفة وليس الإطار التربوي الغارق في بحور الخرافة والحهل و الكتب الصفراء...او الإطار التربوي المبتزّ لجيوب الأولياء الفقراء بدروس خصوصيةتصل حدّا لا يصدقه العقل و لا يتحمله حافظ النقود ان بقي على قيد الحياة....الدراسة والعلم اليوم تقاس على قدرتك المالية...أل ترى ان الأسرة التربويةتساهم في تدمير نبل الرسالة التربوية؟؟؟
ردحذف