عن الكرة العراقية
منذ أن سجّل المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم هدفه في شباك المنتخب الوطني السعودي الذي حاز به ـ عن جدارة ـ كأس الأمم الاسيوية في نسختها الأخيرة ووسائل الاعلام تتورّط يوما بعد آخر في تمجيد هذا المنتخب وأسْطرة هدف يونس محمود، فقد تجنّدت الفضائيات العربيّة والاذاعات الدولية والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية في الحديث عن هذا الحدث الكروي العراقي وعن مسيرة منتخب الشتات الذي جمّعه المدرب البرازيلي وأوصله الى منصّة التتويج أمام منتخبات عريقة لها تاريخ وأمجاد كرويّة..
وللتاريخ، يُعتبر انتصار المنتخب العراقي وفوزه بكأس قاريّة معجزة وخارقة تاريخيّة بالنظر لطبيعة هذا المنتخب وحال بلاده وشروط تماسكه ولُحمته... ولا أحد يمكنه أن ينكر روح الانتصار والثأر ربّما التي غذّت لاعبي فريق الرافدين وارتفعت بهم الى أعلى درجات التتويج.. ولكن هل بلغ فوز منتخب العراق مبلغا صار معه الحديث عن فوز العراق شعبّا وحضارة أمرا مشروعا؟!أعتقد أنّ انسياق وسائل الاعلام في تمجيد مبالغ فيه أمر يجب الوقوف عنده بالنظر والتدقيق، فجل وسائل الاعلام وخاصة منها القنوات الفضائية التي تواصل الى الآن اعادة بث مقابلة السعودية والعراق وأهازيج النصر هي نفسها الفضائيات التي توارت في الانظار وتناست أخيار الموتى والشهداء الذين يسقطون يوميًّا بآلة الحرب الأمريكية...ثمّ انّ انتصار المنتخب العراقي هو انتصار فئوي ـ لا يهمّ الشعب المنكوب بقدر ما يهمّ فئة قليلة من العراقيين حتى لو أوهمتنا التلفزات بعكس ذلك... فالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، مثلما تؤكّد الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجيّة، هي المشجب المثالي الذي تعلّق عليه الشعوب المتخلفة خساراتها وسياساتها الرجعيّة اذ أنّها تجتهد في تحويل وجهة شعوبها المفقرة عن قضايا التنمية والتقدّم وقضايا الحريات وحقوق الانسان الى الملاعب والمنافسات الوهميّة وهذا لعمري ـ ما يعيش فيه العراق اليوم بأسطرته لنصر لن يضيق لتاريخ الحضارة العراقية والشعب العراقي ـ شيئا...ولو تنبهنا مثلا الى كرة القدم الأمريكية أو الاسرائيلية لوقفنا على عمق المفارقة بين الدول ذات الاستراتيجيات المرسومة بدقة والدول التي تتهاوى في صحراء الزمن كالإبل التائهة...إنّ الحدث الكروي هو حدث آنيّ زائل وهو أيضا حدث فئوي لا يعبّر عن طموح شعب ما أو أمّة ما بقدر ما يحجب عنها واقعها الأليم ومستقبلها الضبابيّ... والمتابع الحصيف لما يجري ويحدث على أرض العراق من انتهاك متواصل وتخطيط يومي تدبره آلة الخراب الأمريكيّة وتُعزّز ها العقول الصهيونية المتخفيّة في جلباب مؤسسات اعادة إعمار ما دُمّر واعادة بناء ما هُدّم... سيتأكّد من أنّ التورّط في الفرح هو عينه التورط في الوهم... وسيعلم الجميع بعد زمن أنّ النصر الحقيقي ليس نصر الكرة إنّما هو نصر التاريخ العراقي ـ والشعب العراقي... فالكرة تظلّ بالأخير جزءًا ـ ليس مهمًا ـ في حضارة الشعوب، ولا يمكن المراهنة عليها الاّ زمن القوّة والاستقرار مثلما يحصل الآن في الدول الأوروبية وفي بعض دول شرق آسيا...
منذ أن سجّل المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم هدفه في شباك المنتخب الوطني السعودي الذي حاز به ـ عن جدارة ـ كأس الأمم الاسيوية في نسختها الأخيرة ووسائل الاعلام تتورّط يوما بعد آخر في تمجيد هذا المنتخب وأسْطرة هدف يونس محمود، فقد تجنّدت الفضائيات العربيّة والاذاعات الدولية والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية في الحديث عن هذا الحدث الكروي العراقي وعن مسيرة منتخب الشتات الذي جمّعه المدرب البرازيلي وأوصله الى منصّة التتويج أمام منتخبات عريقة لها تاريخ وأمجاد كرويّة..
وللتاريخ، يُعتبر انتصار المنتخب العراقي وفوزه بكأس قاريّة معجزة وخارقة تاريخيّة بالنظر لطبيعة هذا المنتخب وحال بلاده وشروط تماسكه ولُحمته... ولا أحد يمكنه أن ينكر روح الانتصار والثأر ربّما التي غذّت لاعبي فريق الرافدين وارتفعت بهم الى أعلى درجات التتويج.. ولكن هل بلغ فوز منتخب العراق مبلغا صار معه الحديث عن فوز العراق شعبّا وحضارة أمرا مشروعا؟!أعتقد أنّ انسياق وسائل الاعلام في تمجيد مبالغ فيه أمر يجب الوقوف عنده بالنظر والتدقيق، فجل وسائل الاعلام وخاصة منها القنوات الفضائية التي تواصل الى الآن اعادة بث مقابلة السعودية والعراق وأهازيج النصر هي نفسها الفضائيات التي توارت في الانظار وتناست أخيار الموتى والشهداء الذين يسقطون يوميًّا بآلة الحرب الأمريكية...ثمّ انّ انتصار المنتخب العراقي هو انتصار فئوي ـ لا يهمّ الشعب المنكوب بقدر ما يهمّ فئة قليلة من العراقيين حتى لو أوهمتنا التلفزات بعكس ذلك... فالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، مثلما تؤكّد الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجيّة، هي المشجب المثالي الذي تعلّق عليه الشعوب المتخلفة خساراتها وسياساتها الرجعيّة اذ أنّها تجتهد في تحويل وجهة شعوبها المفقرة عن قضايا التنمية والتقدّم وقضايا الحريات وحقوق الانسان الى الملاعب والمنافسات الوهميّة وهذا لعمري ـ ما يعيش فيه العراق اليوم بأسطرته لنصر لن يضيق لتاريخ الحضارة العراقية والشعب العراقي ـ شيئا...ولو تنبهنا مثلا الى كرة القدم الأمريكية أو الاسرائيلية لوقفنا على عمق المفارقة بين الدول ذات الاستراتيجيات المرسومة بدقة والدول التي تتهاوى في صحراء الزمن كالإبل التائهة...إنّ الحدث الكروي هو حدث آنيّ زائل وهو أيضا حدث فئوي لا يعبّر عن طموح شعب ما أو أمّة ما بقدر ما يحجب عنها واقعها الأليم ومستقبلها الضبابيّ... والمتابع الحصيف لما يجري ويحدث على أرض العراق من انتهاك متواصل وتخطيط يومي تدبره آلة الخراب الأمريكيّة وتُعزّز ها العقول الصهيونية المتخفيّة في جلباب مؤسسات اعادة إعمار ما دُمّر واعادة بناء ما هُدّم... سيتأكّد من أنّ التورّط في الفرح هو عينه التورط في الوهم... وسيعلم الجميع بعد زمن أنّ النصر الحقيقي ليس نصر الكرة إنّما هو نصر التاريخ العراقي ـ والشعب العراقي... فالكرة تظلّ بالأخير جزءًا ـ ليس مهمًا ـ في حضارة الشعوب، ولا يمكن المراهنة عليها الاّ زمن القوّة والاستقرار مثلما يحصل الآن في الدول الأوروبية وفي بعض دول شرق آسيا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق