2008/09/13
حوار مع العازف وليد الزاير
تتلمذت على يدي الأستاذ السريطي وعزفت مع فوزي الشكيلي وسيمون شاهين
تداعب أنامله أوتار الاجاصة الخشبية بكل ثقة وحرفية وكأنه قضى عمره برفقة العود... هادئ ورصين.. لا يثرثر كثيرا ولا يحب أن يتحدث عن نفسه رغم ثراء تجربته الفنية وغزارة مشاركاته الموسيقية التي حاولنا أن نجلوها ضمن هذا الحوار الذي خصنا به وليد الزاير أثناء وجوده هنا في تونس وقبل عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية أين يعيش بين كتبه وعوده وأحلامه:
* كيف تقدم نفسك للقراء؟
ـ درست في معهد الموسيقى بالمنزه ثم تتلمذت على يدي الأستاذ الكبير علي السريطي حيث درست عنده العود مدة سنة ثم بقيت على اتصال به وقد كنت أتمرن في بيته. وفي سنة 2002 سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تحصلت على منحة دراسة وواصلت تعلم الموسيقى الغربية وتحديدا العزف على آلة الباص مع اختصاص اقتصاد وتصرف في الموسيقى في ولاية بوسطن وتحديدا في «بركلي كولدج أوف ميوزك».
* هل تخليت عن عزف العود في أمريكا؟
ـ في بداية مشواري ركزت على دراسة الموسيقي الغربية وتحديدا الجاز الأمريكي ولما علم احد أساتذتي بامتلاكي لآلة العود واتقاني العزف عليها طلب مني إحضارها للجامعة لأعرّف زملائي بموسيقانا الشرقية والعربية تحديدا، فكانت عودتي لعزف العود.
بعد ذلك تعرّف على المايسترو الأمريكي من أصل فلسطيني الأستاذ وعازف العود سيمون شاهين وبدأت أدرس عنده العزف على آلة العود، وسيمون شاهين معروف عنه انه يٌعد سفيرا للموسيقى العربية الأصيلة في الولايات المتحدة الأمريكية والى الآن مازلت أعزف مع سيمون شاهين.
* هل قدمت عروضا فنية؟
ـ أول عرض شاركت فيه بالعزف كان بدعوة من سيمون شاهين
وكان ذلك في منهاتن بنيويورك، ولكن قبله قمت بعدة عروض في عدة ولايات أمريكية مثل واشنطن وتكساس وميشغن ولوس انجلس وكذلك في العاصمة الكندية مونتريال وكنت دائما اعزف الموسيقى التونسية وخاصة ألحان الهادي الجويني والموشحات التونسية والعديد من أغاني التراث التونسي.
* هل لديك انتاجات موسيقية خاصة بك؟
ـ في الحقيقة أنا الآن بصدد استيعاب
مختلف أنواع الموسيقى العالمية وخاصة الأمريكية والإفريقية والعربية ومازلت بصدد البحث عن صيغة ترضي طموحاتي الفنية.
* ما هي أهم طموحاتك الفنية؟
ـ أهم طموح يشغلني هو المساهمة في رفع ذائقة المستمع التونسي والرجوع إلى الموسيقى الأصيلة والأصلية ولكن بطريقة حداثية تحافظ على أصالة الموسيقى من جهة وإقناع مستمع اليوم باستساغته لتلك المعزوفات التي يعدها قديمة.
ومن طموحاتي أيضا التي أنا بصدد تحقيقها الآن مزيد التعريف بالموسيقى التونسية خاصة والعربية بصفة عامة في أمريكا باعتبار الموسيقى أهم جسر للتواصل الحضاري والثقافي، ولن أخفيك سرا إن قلت لك إنني أحسّ بنجاح هذا المشروع لِمَا ألمسه من تجاوب كبير من المستمعين الأمريكيين للمعزوفات العربية التي أقدمها وانبهارهم بثرائها.
* هل تعزف للجالية التونسية والعربية في أمريكا؟
ـ طبعا قمت بعدة عروض لأكثر من
جالية عربية مثل اللبنانيين والسوريين والمغربيين وكذلك للتونسيين خاصة في نيويورك وقد قدمت عرضا كاملا بمفردي أمام ملك الأردن وصادف أن قدمت عرضا في واشنطن حضرته الملكة رانيا ولورا زوجة جورج بوش وقدمت عروضا أمام أكثر من ستة ألاف متفرج.
* قلت انك عزفت في عرض من اجل السلام العالمي؟ـ نعم عزفت عرضين في جولة تدعو العالم إلى تحقيق السلام والأمن ونبذ الحروب وكان ذلك في صائفة 2006 وصائفة 2007 حيث قمنا بجولة داخل عدة ولايات أمريكية، وكان برنامج العرضين يحتوي على جزء تثقيفي حيث كنا نعرّف بثقافتنا العربية ودعوتها للسلام الدائم وتدعم ذلك بالعروض الموسيقية، وقد سبق أن حضر احد هذين العرضين الملاكم العالمي محمد علي كلاي ورغم مرضه وتنقله على كرسي متحرك فانه أبى إلا أن يحضر العرض لدعم ثقافة السلام وقد صفق لي طويلا وشكرني على العزف الذي قدمته
.
* لماذا لم تقدم عروضا في بلدك تونس؟
ـ أتمنى من كل قلبي أن أعزف في تونس، بل أصدقك القول بأن من أحلامي الأكيدة تقديم ولو عرض وحيد في بلدي تونس وأنا الآن بصدد البحث عن فرصة مناسبة للحضور وتقديم عرض موسيقي في تونس وخاصة ضمن فعاليات مهرجان المدينة الذي أتابع مقتطفات من عروضه على الأنترنات وقد سبق أن حضرت عدة عروض بالمدينة العتيقة وكذلك عرضا للأستاذ المرحوم علي السريطي بمرافقة المطربة ليلى حجيّج وكان ذلك بفضاء النجمة الزهراء
.
* كيف ترى ظاهرة تهذيب التراث؟
ـ أولا التراث هو ثروة وطنية لها حرمتها وأعتقد أن ظاهرة التهذيب وما يسمى كذلك بالتشذيب ظاهرة خطيرة ويكمن خطرها في إفقاد كل جمالية ونكهة وأصالة المعزوفات والأغاني ولكن هذا لا يمنع من أن أعادة توزيع الأغاني والألحان يساهم ولو بشكل جزئي ونسبي في إيصال التراث لشباب اليوم الذي غرّبته الآلات التقنية والفضائيات التي تشوّه الذائقة الفنية وتبلدها، وأنا شخصيا لا أفكر في تهذيب أي لحن بل أسعى للمحافظة عليه وعزفه بروحه التي خلق بها.
* لك أن تنهي هذا اللقاء العابر؟
ـ أنا غامرت وتغرّبت في الولايات المتحدة
الأمريكية ومع ذلك أحس أن ثقافتي العربية والموسيقى الأصيلة تكبر يوما بعد يوم بداخلي ولذلك أسعى في كل عرض إلى تقديمها للآخر المختلف، وأتمنى أن اعتلي ركح المسرح البلدي أو أي ركح آخر في إطار مهرجان المدينة مع المايسترو سيمون شاهين لتقديم عرض موسيقي أحس من خلاله أن مغامرتي وغربتي لم تذهب أدراج الريح...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق