2010/02/16
بُحَيْرَةُ الغَلاَبَة
يُطلّونَ على مياههَا الآسنَة كل يَوم ليَتعَطّروا برَوائحهَا النَّتنَة ثم تختلف خطاهم الى كل الجهات...
يُصَادقُون ركود مياههَا المتعفًّنَة الراكدة في جَوفهَا ويلاعبٌون خَفَقَان النَّوَارس فوق سطحها وهي مُتَبَرًّجَة أمامهم كَأنهَا تُغَازل حَركتَهم الدَّؤُوبَة...
من سُطُوح «السَّيْدة» و «حَي هَلال» و «سيدي حسين» و «الحرايريَّة» و»القٌرجَاني» و»الملاَّسين» يُلَوًّحُونَ لها كل صَبَاح بأمَانيهم وأحلاَمهم فَتَلُوحُ لهم زوارق التعب راسية في مكانها لا تتحرك...
يَصنَعون زوارقا اخرى تلوح أشرعتها من بعيد لألاءة بأضْواء المَلاهي وأنوَار المقَاهي الفَخْمَة والمطعام الرَّاقية وبوَاجهَات الفيلات الفَخمَة والطرُقَات النظيفَة...
يَخَالُون زَوارقهم المٌشْتَهات قَادمة اليهم على أمواج بُحَيرتهم الرَّاسيَة أمَامهم، غَير أن الأمْوَاج تُخَالف قَانون المدّ والجَزْر وتَدفَع زَوارقَهم دَفْعا الى ضفة أخرى، الى جهَة أخرى لتَضَع أَوْزَارَها وتَفتح حَقائبها في شمال البلاد...
بين الجرْذَان والفئْرَان وجَحَافل النَّامُوس يَقْضي سُكَّان تونس الغَربية أيامَهم وليَاليهم، ومع كل صَبَاح يَثْقبُون بطَاقَات هوياتهم بأعْينهم بَحثًا عن كلمة «مُوَاطن»...
مَا الفَرق بين سبخة السَّيجُومي وسبخة «السَّانوبَا»؟ ولماذا تَتَنافَس شَركات الاستثمَار على «السانوبا» دون السيجومي؟ ومَا الذي يُغْمضٌ أعين الدولة والمستثمرين عن السبخة الغربية والتفكير الجدي والعملي في تحويلها الى منطقة صناعية ستساهم حتما في امتصاص بطالة شبان تلك المناطق ذات الكثافة الخيالية، وتسارع بادماجهم في المجتمع بدلا من تركهم عرضة للانحراف واحتراف الأذى؟
أسئلة عديدة لا أخَالها تغيب عن ذهن اي تونسي، مَسؤولا كَان أم مواطنًا، يمر بالحزام الغربي لتونس العاصمة؟
أسئلة ندفعها دفعا علَّهَا تنفض نقاط استفهامها في إحدى مجالس البرلمان أو بين أصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين.
حتى لا يَبقَى الشمَال مستأثرًا بالحقَائب دائمًا... ويظل الجَنوب صَديقًِا وفيًا للخَرابٍ واليٌتْمِ.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
C'était un rêve pour un grand monsieur Mokhtar Laatiri mais, il n'a pas pu exaucer ce rêve de son vivant.
ردحذف