من المنتظر أن تقوم الحكومة المؤقتة بمسيرة سلميّة تجوب فيها شوارع الجمهورية وربّما تقرّر الاعتصام بأحد الاحياء الشعبية لتطالب برحيل الشعب التونسي فالرجاء عدم إلقاء القنابل المسيلة للحياء ومنحهم حق التعبير عن »أغراضهم« الوطنية!!!
❊ ❊ ❊ ❊
مرحبًا »بالنهضة«: النهضة المدنيّة والنهضة الديمقراطية والنهضة الفكرية لا العقدية والنهضة الحرّة لا الدوغمائيّة والنهضة الاقتصادية التي تقطع مع مظاهر الطبقية المجحفة، النهضة التي تدافع عن حقوق المضطهدين والمضطهدات في المصانع والمعامل والشركات والضيعات والادارات...
مرحبا بـ»النهضة« التي تعلي شعار »الدين لله وتونس للجميع«.
❊ ❊ ❊ ❊
يبدو أن ما تغيّر بعد ثورة 14 جانفي 2011 هو فقط الوجوه والاسماء أما قواعد اللعبة فهي باقية على حالها أو هي تتحرّك ببطْء وتململ شديدين... لعبة الشطرنج السياسي والاداري التي يتم تحريك قطعها السوداء بشكل سريع وغير مبرّر، تحرّكها أصابع سوداء بطريقة مفضوحة لم تعد تنطلي على الشعب الذي قال »لا« في وجه الطغاة...
مُحرّكو القطع السوداء مازالوا »يُعَيّنُونَ« الولاّة الفاسدين والعُمد والمعتمدين والمندوبين الجهويين ومديري الأمن ومديري الاذاعات ومازالوا ينتظرون احراق المراكز وقتل الناس ليفتحوا التحقيقات!!
اعتقد أن فرصتنا اليوم، لن تتكرّر، إن لم نخض امتحانا أوَّليا وتجريبيا في الانتخابات الشفافة، وأعني أن أهل تالة مثلا هم أدرى بمن يدير شؤونهم ومواطني صفاقس أدرى بمن يكون واليا عليهم ومنشطي ومنشطات الاذاعات والتلفزيونين الوطنيّين يعرفون من يصلح لادارة مصادحهم وكاميراواتهم والرّيفيون يعرفون جيدا من يتكلم باسمهم... فاتركوا المعنيين بأمرهم يمارسون حقهم في انتخاب من يرونه صالحًا وتخلّوا عن منطق التعيين والوصاية!!!
❊ ❊ ❊ ❊
أعتقد أن »نخبنا السياسية« لم تستوعب بعد أن صراعنا اليوم هو بالأساس صراع سياسي قبل أن يكون صراعًا ايديولوجيًّا، ذلك أن العدو الرئيسي اليوم، والذي يجب أن تتوحد ضدّه كلّ قوى التحرّر على اختلاف آفاقها، هو التجمع اللاّدستوري واللاّديمقراطي أساسًا بأجهزته القمعيّة وبذهنيته التَّسلطيّة، وفي مرحلة ثانية ستتضح وجوه الأعداء الثانويين... فالحد الادنى الذي تتطلبه هذه المرحلة هو ضغط القوى الحيّة على رموز التخريب، ولننتبه جميعًا إلى أن التجمع يدفع بهذه القوى الى أن تدخل في صراعات جانبية من خلال المنابر الاعلاميّة وصفحات الجرائد لتُضعف نفسها وتجعل الشارع يصدق مقولة »الفراغ السياسي«... فقليلا من الذكاء يا أصدقاء ويا رفاق ويا أحرار تونس وكفّوا عن منطق الفرز الخطي والايديولوجي الآن.
❊ ❊ ❊ ❊
تتجه التعبئة اليوم نحو الافق السياسي ويتم التركيز على مَنْحِ الرخص الحزبية وترميم ما تهالك منها وتشريك بعض رموزها في الحكومة المؤقتة وبالمقابل نلمس تجاهلا وتغافلا عن مكوّنات المجتمع المدني المستقلة والاكتفاء في أقصى الحالات باستشارة بعض من رموزه الحقوقية.
اعتقد اننا بهذا النهج سنعود الى منطق الحزب الحاكم والحزب الموالي والحزب المعارض والحزب الاصلاحي والحزب الراديكالي والحزب الكرتوني وسيضيع بينهم حق المواطن ومفهوم المواطنة... فدول مثل النرويج والسويد وكندا وغيرها ارتفعت كثيرا بمكوّنات مجتمعاتها المدنية والحقوقية المستقلة التي تدير شؤون المواطن بكل ديمقراطية وشفافية وتركت أهل السياسة يعتنون أساسا بالسياسات الخارجية وبرامجهم الدفاعيّة.
❊ ❊ ❊ ❊
أعتقد أن المركز الافريقي لتدريب الصحفيين عليه أن ينظم يوميًّا وبشكل ممنهج دورات تدريبية حول الاعلام السياسي، لعلّه يساهم من موقعه في انتشال الـمُشاهد والمستمع والقارئ التونسي من تسونامي الكلام غير الموزون عن التيارات السياسية والمناضلين الحقوقيين والمثقفين التقدميين... على هذا المركز أن يُدرّب الاعلاميين كيف يُمكنهم أن يطرحوا أسئلتهم دون »وَكْوَكَة« أو ارتعاش وأن يعرفوا متى يتكلمون ومتى يصمتون، ولكن اعتقد أن مهمة المركز الافريقي لتدريب الصحفيين أعسر من مهمة الحكومة المؤقتة ومن مختلف اللجان، ذلك أنّه سيضطر إلى ارسال بعض الوجوه الاعلامية إلى المعاهد والجامعات لتعيد دراسة كتب التاريخ السياسي وتتقن فن الحوار!!
❊ ❊ ❊ ❊
كتب رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية بطاقته »الحرّة« عمّا اسماه ظاهرة »الابطال الجدد« وكعادة هذا القلم، الذي فتح صفحات جريدته سابقا لقائمة المناشدات والمناشدين وهو واحد منهم في قائمة الألف التي نُشرت يوم 20 أوت 2010 في صحيفة الصباح. وكعادته رَشَح مقاله بالسمّ الزعاف لكل نفس تحرّري قال »لا« لنظام الاستبداد عندما كان قائما، ومن حقه أن يقول لا لبقاياه التي مازالت تنخر كيان هذا البلد وكل نفس حرّ لا يدّعي بطولة زائفة ولا ينتظر ان تقام له ـ مثلما كتب هذا القلم الصالح الذي نحن في حاجة إليه ـ »مهرجانات الاشادة والتمجيد والاعجاب والتقدير والاعتراف لهم بانهم كانوا اشجع من الناس وأكثر احساسا من الناس...« مثلما كان هو يفرد صفحات طويلة وعريضة من جريدته لتمجيد الخراب والفساد.!
❊ ❊ ❊ ❊
سقط شعار »بن علي رئيسنا والتجمع حزبنا« واجتمع صوت المضطهدين على شعار »يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب« لتينع ثماره على أفواه المفقرّين والمهمشين والمعطلين... غير أن اليوم يرفع أصحاب نظرية »أخطى راسي واضرب« و»أنا خبزيست« شعار »يُنْصر من صبح« وهو شعار مركزي لمن يُؤثر الوقوف على الربوة لضمان سلامته، غير أن هذا الذي يؤثر سلامته هو ذاته الذي تُنتزع منه الأداءات دون وجه حق وهو الذي يشتغل أكثر وهو الذي يأخذ الاجر الأدنى ولا يتمتع بشروط عمل لائق ويُحرم من التّدرّج الوظيفي... وهو الذي يفتقد المرافق العمومية القريبة منه ويسكن في الأكواخ والحفر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق